استهدفت المقاتلات الأمريكية فجر اليوم الاثنين، بغارتين جويتين مديرية زبيد في محافظة الحديدة اليمنية، في تصعيد جديد للتوترات العسكرية في البحر الأحمر. هذه الغارات الأمريكية تأتي لليوم الثاني على التوالي، بعد أن أعلن زعيم حركة "أنصار الله" اليمنية، عبد الملك الحوثي، أن الوضع في المنطقة يزداد تعقيدًا في ظل استمرار العدوان الأمريكي على اليمن.

التصعيد العسكري في البحر الأحمر

أكد الحوثي أن قرار حركة "أنصار الله" بشأن حظر الملاحة في البحر الأحمر "إسنادًا لغزة"، سيشمل الولايات المتحدة الأمريكية طالما استمر عدوانها ضد اليمن. وأضاف أنه إذا استمر هذا العدوان، فإن الحركة ستلجأ إلى خيارات تصعيدية، الأمر الذي يزيد من تعقيد الوضع العسكري والسياسي في المنطقة. وأوضح الحوثي في تصريحات له أن قرارهم هو حظر الملاحة الإسرائيلية فقط، موجهًا بذلك رسالة واضحة إلى القوى الدولية بخصوص أهداف الحركة.

حصيلة الضحايا واتهامات بالعدوان

في إطار التصعيد الأخير، أعلنت وزارة الصحة في حكومة "أنصار الله" عن ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الأمريكية على مواقع الحوثيين في اليمن، حيث بلغ عدد القتلى 53 شخصًا، فيما أصيب 98 آخرون. هذه الغارات تأتي في وقت حساس بعدما أصدر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمرًا للجيش الأمريكي بشن عمليات "حاسمة وقوية" ضد الحوثيين في اليمن، متهمًا إياهم بتنفيذ "هجمات إرهابية" و"عمليات قرصنة" ضد السفن والطائرات الأمريكية في المنطقة.

تصريحات وزارة الدفاع الأمريكية

  ومن جانبها، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) على لسان وزير الدفاع، بيت هيجسيث، أن الولايات المتحدة ستواصل شن ضربات "لا هوادة فيها" على الحوثيين حتى يتوقفوا عن استهداف الأصول الأمريكية والسفن التجارية في البحر الأحمر. كما أشارت الوزارة إلى أن العمليات العسكرية ستستمر في منطقة البحر الأحمر حتى تتحقق الأهداف الأمنية الأمريكية.

ردود الفعل الحوثية على الغارات الأمريكية

  وفي وقت لاحق، أعلنت حركة "أنصار الله" استهداف حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس هاري ترومان" والقطع الحربية التابعة لها شمال البحر الأحمر، في رد واضح على الهجمات الأمريكية المتواصلة. جاء هذا التصعيد العسكري بعد إعلان الحوثيين عن استئناف العمليات العسكرية ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وهو ما يراه الحوثيون جزءًا من جهودهم لدعم القضية الفلسطينية ووقف التدخلات الأجنبية في المنطقة.

التصعيد في سياق اتفاقات وقف إطلاق النار

وقد تزامن هذا التصعيد مع تعثر تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة "حماس" وإسرائيل في قطاع غزة. ويُذكر أن الحوثيين كانوا قد علقوا عمليات استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل في يناير الماضي، لكن مع تعثر تنفيذ الاتفاق ورفض دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، قررت الحركة استئناف العمليات العسكرية ضد السفن الإسرائيلية.