قررت محكمة جنح كوم حمادة اليوم، بقيادة المستشار عبد العزيز خورشيد، إيداع زوجة الأب المتهمة بقتل الطفلة سلمى، ابنة زوجها، في الحبس لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات بالقضية التي هزّت مدينة النوبارية بمحافظة البحيرة.
كشف تقرير الطب الشرعي عن تفاصيل صادمة في الحادث، حيث بيّن أن سبب وفاة الطفلة ذات الأربع سنوات هو استنشاق الرمال، مما يشير إلى أن زوجة أبيها دفنتها وهي لا تزال على قيد الحياة، وليس كما كان يُعتقد أنها توفيت قبل الدفن.
المتهمة تُدعى "فيروز. أ. ع" وتبلغ من العمر 35 عامًا، وهي ربة منزل تحمل مؤهلًا عاليًا، وكانت الزوجة الثانية لوالد الطفلة. الطفلة كانت تقيم مع والدتها في طابق منفصل أسفل شقة زوجة الأب.
وفقًا لاعترافات المتهمة خلال التحقيقات، ذكرت أنها دفعت الطفلة بعد أن طلبت منها حلوى ثم ماءً محلى بالسكر، ورفضت طلبها مما أدى إلى سقوط الطفلة على درجات السلم وإصابتها في الرأس. وأضافت أنها قامت بخنق الطفلة بعدما بدأت بالصراخ خوفًا من انكشاف أمرها. لاحقًا، اعتقدت أنها توفيت فقامت بدفنها في خزان رمل على سطح المنزل. وفي صباح اليوم التالي، استخرجت الجسم ووضعته داخل حقيبة سفر قامت بإخفائها تحت سرير أطفالها.
وقالت المتهمة أمام النيابة: "بكرهها بشدة وبغير منها لأن الجميع يفضلونها عليَّ وعلى أولادي". وجاءت هذه الاعترافات لتكشف عن دوافع الجريمة البشعة التي هزّت أرجاء المنطقة بسبب الغيرة والكراهية.
بعد بلاغٍ من والد الطفلة باختفائها وتحرك سريع من أجهزة الأمن، تم العثور على جثة الطفلة مخبأة تحت سرير أشقاءها في شقة زوجة الأب. وأثارت واقعة القتل حالة من الحزن والغضب بين أهالي النوبارية، خاصة أن الأسرة معروفة بسمعتها الطيبة. وقد حاول الأهل والمجتمع المحلي البحث عن الطفلة طوال يوم كامل، مستخدمين مكبرات الصوت في المساجد ووسائل التواصل الاجتماعي قبل كشف الحقيقة المؤلمة.
عملية التحقيق أسفرت عن اعتقال المتهمة بعد تجميع التحريات اللازمة والتي أكّدت تورطها في الجريمة. كما جرت معاينة مكان الحادث بواسطة نيابة وادي النطرون برئاسة المستشار عمرو الحلوي، والتي أمرت بحبس المتهمة على ذمة القضية وجددت حبسها لاحقًا لاستكمال التحقيقات.