في تصريحاته يوم الجمعة، أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن بكين ستتحدى "بصلابة" الضغوط الأميركية المتعلقة بالرسوم الجمركية ومسألة الفنتانيل، مشيرًا إلى ضرورة عدم "تنمر" القوى الكبرى على الدول الأقل قوة، وهو ما يعد انتقادًا ضمنيًا للسياسة الخارجية للإدارة الأميركية السابقة. وقد عرّف وانغ الصين كداعم موثوق في الساحة العالمية، خاصة في ظل الاضطرابات الجيوسياسية الحالية والانكفاء الذي شهدته السياسة الأميركية تحت إدارة ترامب، مما يعكس رغبة بكين في تعزيز علاقاتها مع أوروبا ودول الجنوب العالمي.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت في وقت سابق من هذا الأسبوع رسومًا إضافية بنسبة 10% على الواردات الصينية بسبب استمرار تدفق الفنتانيل، وهو مادة أفيونية خطيرة، مما يزيد من حدة التوترات التجارية بين البلدين.
وأكد وانغ في مؤتمر صحفي خلال الاجتماع البرلماني السنوي في الصين قائلاً: "إذا مارس أي طرف ضغوطًا غير مبررة، فإن الصين سترد بحزم". وفي إشارة إلى الجهود التي بذلتها بكين لمساعدة واشنطن في مواجهة مشكلة الفنتانيل، أضاف: "لا ينبغي على الولايات المتحدة أن تقابل اللطف بالشكوى، فضلاً عن فرض الرسوم الجمركية دون أسباب وجيهة".
وحول العلاقات مع إدارة ترامب، أشار وانغ إلى أنه لا يمكن لأي دولة أن تسعى لقمع الصين من جهة وفي نفس الوقت تبني روابط إيجابية معها من جهة أخرى، مؤكدًا أن هذا النهج "المزدوج" لا يسهم في استقرار العلاقات. وعلق وين تي سونج، زميل غير مقيم من تايوان في مركز الصين العالمي التابع للمجلس الأطلسي، بأن تصريحات وانغ الحذرة تجاه الولايات المتحدة، والتي لم تذكر ترامب بالاسم، تدل على رغبة بكين في إبقاء أبواب الحوار التجاري مفتوحة، قائلًا: "يرغبون في استكشاف أي فرصة للتقليل من التوترات، ويعتبرون الحفاظ على مستوى منخفض من التصريحات وسيلة للتمكين من المناورة بالنسبة للطرفين".
فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، أوضح وانغ أن الصين تسعى إلى التوصل إلى "اتفاقية سلام عادلة ودائمة وملزمة" تحظى بقبول جميع الأطراف المعنية. وأكد، "الصين مستعدة لمواصلة لعب دور بناء في التسوية النهائية للأزمة وتحقيق السلام المستدام بالتعاون مع الأطراف المعنية والمجتمع الدولي".
وقد وجه الغرب دعوات لبكين لتفعيل دورها واستخدام نفوذها الاقتصادي على روسيا من أجل إيقاف الحرب، إلا أن الصين لم تتخذ حتى الآن أي خطوات علنية لانتقاد شريكها الاستراتيجي أو تقليص دعمها الاقتصادي لموسكو.