الكاتبة : إيمان سالم
شهدت محكمة جنايات القاهرة بالتجمع الخامس، يوم أمس السبت، أولى جلسات محاكمة رجل الأعمال المتهم بقتل زوجته "مرام-أ" داخل شقتهما بنفس المنطقة.
في مستهل الجلسة، قدم دفاع المتهم عدة طلبات، كان أبرزها استدعاء الطبيب الشرعي الذي أجرى عملية تشريح جثمان الضحية، بالإضافة إلى سماع أقوال شهود الإثبات. استجابت المحكمة لهذه الطلبات وقررت بعد المداولة تأجيل الجلسة إلى 27 أبريل المقبل.
حضور شقيق الضحية يشد الأنظار
بدأت الجلسة في الساعة العاشرة صباحًا وسط حضور مكثف، تصدره شقيق الضحية الذي ظهرت عليه علامات الحزن والانكسار لفقدان شقيقته بطريقة مأساوية. جلس في الصفوف الأمامية، تحاصر الدموع عينيه، بينما يرمق المتهم بنظرات جمعت بين الحزن والغضب، وكأن تفاصيل الواقعة تُعاد أمام عينيه.
أما المتهم، فقد دخل قفص الاتهام مرتديًا ملابس السجن البيضاء، ووقف بصمت مع ملامح شاحبة توحي بإدراكه لاقتراب العقاب. ومع ذلك، لم يظهر عليه أي تعبير واضح للندم، مكتفيًا بالنظر للأسفل في محاولة لتجنب أعين الحاضرين، وخاصة نظرات شقيق الضحية.
تفاصيل الجريمة: خنق وإهمال قاتل
الجريمة وقعت نتيجة خلاف بين الزوجين، حيث أقدم المتهم على خنق زوجته ما أدى إلى إصابتها بقطع خطير في البلعوم وسحجات حول الرقبة. وأفادت التحقيقات بأن المتهم لم يسارع لإنقاذ ضحيته، بل تركها تعاني من جراحها على مدار خمسة أيام داخل المنزل، محاولًا البحث عن طبيب عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكأنه يسعى لترميم آثار جريمته.
المتهم نفى وجود مشاكل كبيرة بينهما منذ زواجهما قبل عام، مشيرًا إلى أنهما كانا يديران حياتهما رغم تركيبة الأسرة المعقدة؛ إذ لديه ابن من زواج سابق وهي لديها ابنتان. إلا أن شجارًا وقع بينهما يوم الحادث وزعم خلال التحقيقات أن الأمور خرجت عن السيطرة قائلاً: "ما حسيتش بنفسي.. كان خلاف زي أي خلاف".
لكن الضرر كان قد وقع بالفعل؛ وعندما قرر أخيرًا نقلها إلى المستشفى، كانت حالتها قد بلغت مرحلة حرجة. خضعت الضحية لمحاولات إنقاذ متعددة تضمنت أجهزة التنفس الصناعي وست عمليات جراحية، إلا أن جراحها البليغة، التي تضمنت قطعًا عميقًا في البلعوم بطول 8 سم ونزيفًا حادًا تطور لاحقًا إلى تعفن في القصبة الهوائية والبلعوم، كانت أقوى من إرادة الأطباء.
اختتمت هذه المأساة بوفاة "مرام" داخل المستشفى بعد صراع استمر أيامًا مع الألم. رحيلها ترك وراءه ابنتين صغيرتين وأسرة غارقة في الحزن الذي امتد أثره ليشمل كل من عرفها.