أعلنت إسرائيل يوم الأحد أنها أرجأت الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين الذين كان من المقرر إطلاق سراحهم في اليوم السابق، وذلك انتظارًا لاستيفاء حركة حماس لشروطها. وهذا الأمر يسلط الضوء على هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار القائم في غزة.
وفي بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الساعات الأولى من صباح الأحد، تم التأكيد على أن إسرائيل تنتظر تسليم 620 سجينًا فلسطينيًا "حتى يتم ضمان الإفراج عن الرهائن التاليين، ودون أي مراسم مهينة". وكانت هذه الإشارة تعكس استياء إسرائيل من عمليات التسليم السابقة التي قامت بها حماس، والتي وصفها مسؤولون في الأمم المتحدة بأنها غير متوافقة مع القانون الدولي بسبب عدم احترامها لكرامة الرهائن.
وقد قامت حماس بتقديم الرهائن بشكل علني أمام الجماهير، حيث تم إجبارهم على التحدث في بعض الأحيان قبل تسليمهم. كما شهدت عمليات تسليم أخرى نقل توابيت تحتوي على رفات الرهائن بين الحشود.
جاء إعلان إسرائيل بعد أن سلمت حماس يوم السبت ستة رهائن من غزة كجزء من عملية تبادل تم الترتيب لها في إطار الهدنة. وكانت تلك المجموعة من الرهائن هي الأخيرة من الإسرائيليين الأحياء التي سيتم تسليمها خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، مع المتوقع أن يتم الإفراج عن جثث أربعة رهائن إسرائيليين قتلى في الأسبوع المقبل.
لم يكن واضحًا ما إذا كانت إسرائيل تسعى للحصول على ضمانات بشأن هذا الإفراج أو بشأن عمليات إطلاق سراح الرهائن الأخرى. عقب عودة الرهائن الستة إلى إسرائيل، نشرت حماس مقطع فيديو يظهر فيه رهينتان آخران، هما إيفياتار ديفيد وغي جلبوع دلال، وهما يتابعان إحدى عمليات التسليم التي جرت في وقت سابق من يوم السبت.
واتهم المتحدث باسم حماس، عبد اللطيف القنوع، إسرائيل في وقت سابق بانتهاك وقف إطلاق النار بعد أن مر يوم السبت دون إطلاق سراح الفلسطينيين كما كان مقررًا. وقد تبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بشأن انتهاكات وقف إطلاق النار منذ بدء العمل به في 19 يناير، ورغم ذلك، لا يزال الهدنة قائمة. وأشارت حماس في مرحلة معينة إلى أنها ستتوقف عن تسليم الرهائن بسبب انتهاكات إسرائيلية مزعومة.
وفي يوم السبت، تم تسليم الإسرائيليين إيليا كوهين (27 عامًا) وعمر شيم طوف (22 عامًا) وعمر فينكرت (23 عامًا) الذين أُسروا في الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، إلى الصليب الأحمر وسط مدينة غزة. وتمركز العشرات من المسلحين لحراستهم وسط حشد كبير، بينما وقف رجال ملثمون من حماس مسلحون ببنادق آلية على جانبي الرهائن، الذين بدا عليهم الضعف والشحوب أثناء إجبارهم على التلويح للجمهور.
كما تم إطلاق سراح تال شوهام (40 عامًا) وأفيرا منغيستو (39 عامًا) في وقت سابق جنوب قطاع غزة. ورفضت حماس الانتقادات المتعلقة بعمليات التسليم يوم السبت، واصفة إياها بأنها عرض مهيب للوحدة الفلسطينية. وتم تسليم الرهينة السادس، هشام السيد، وهو مواطن عربي إسرائيلي يبلغ من العمر 36 عامًا، إلى الصليب الأحمر في مدينة غزة دون أي مراسم علنية.