رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يستعد للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس، حاملاً معه مجموعة من "الهدايا" التي يأمل من خلالها تحقيق تقارب في العلاقات بين البلدين. تتضمن هذه الهدايا تنازلات بشأن الرسوم الجمركية، اتفاقيات تجارية جديدة، وعرضاً للتعاون في قضايا تهم كلا الجانبين، بما في ذلك الصين.

ترامب، الذي لم يمضِ على توليه الرئاسة سوى أقل من شهر، استخدم سياسة فرض الرسوم الجمركية كأداة ضغط ضد حلفاء وأعداء الولايات المتحدة في آنٍ واحد، بهدف انتزاع اتفاقيات تخدم المصالح الأمريكية في التجارة والاستثمار، أو الحصول على دعم في قضايا إنفاذ القانون. ويبدو أن الهند لن تكون استثناءً من هذه السياسة؛ إذ وصف ترامب سابقاً الهند بأنها "منتهك كبير جدًا" للتجارة، ما يعكس التحديات التي قد تواجهها نيودلهي في هذا الملف. كما أن الرسوم التي فرضتها إدارته على الصلب والألمنيوم أثرت سلباً على الاقتصاد الهندي.

مع قرب الاجتماع المرتقب في البيت الأبيض، استعد مودي لتقديم وعود تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين. تشمل هذه الوعود زيادة واردات الغاز الطبيعي المسال، والمركبات القتالية، والمحركات النفاثة. ووفقاً لمسؤولين حكوميين هنود، لم يُفصحوا عن أسمائهم، تسعى الهند أيضاً إلى التفاوض حول صفقات جديدة تشمل تحسين شروط التجارة في مجالات مثل الصادرات الزراعية الأمريكية، واستثمارات في قطاع الطاقة النووية، وتخفيض الرسوم الجمركية على مجموعة واسعة من المنتجات، من بينها الأجهزة الإلكترونية والمعدات الطبية والجراحية، والمواد الكيميائية.

بحسب مصادر مطلعة على مواقف فريق ترامب، يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن الهند بحاجة إلى تحسينات ملحوظة في هذه القطاعات. وأكد مصدر رفض الكشف عن هويته، أثناء تقديم لمحة عن الاجتماع المرتقب، أن هذه التنازلات التي يقدمها مودي تُعتبر بمثابة "هدية" موجهة مباشرة إلى ترامب.

وفي المقابل، يسعى مودي للحصول على تعاون أمريكي في قضية حساسة تخص الملياردير الهندي غوتام أداني، أحد حلفائه المقربين، والذي يواجه اتهامات من وزارة العدل الأمريكية منذ نوفمبر/تشرين الثاني ضمن قضية تتعلق بمزاعم تتضمن الرشوة. إلا أن أداني ينفي ارتكابه أي مخالفة.

ومن القضايا الأخرى التي قد تكون موضع توتر خلال الاجتماع، ما يتعلق باتهامات سابقة موجهة لجهاز الاستخبارات الهندية بالتخطيط لاغتيال ناشط من السيخ في الولايات المتحدة، وهي اتهامات تعود لحقبة إدارة الرئيس السابق جو بايدن.

ريتشارد روسو، رئيس برنامج الهند في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أوضح أن مسألة الرسوم الجمركية ستكون هذه المرة على رأس أولويات النقاش بين الجانبين، ما يبرز أهمية هذه القضية في المفاوضات المرتقبة.