رام الله - أكدت الرئاسة الفلسطينية رفضها القاطع والشديد لأي مشاريع أو مقترحات تهدف إلى تهجير أبناء الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، مُشددةً على ضرورة التركيز في المرحلة الحالية على تثبيت وقف إطلاق النار وضمان استدامته. وأعلنت استعدادها الكامل لتولي مسؤولياتها ومهامها في القطاع.
وقد جاء هذا الموقف الفلسطيني الحازم عقب تصريحات للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، اقترح فيها نقل فلسطينيين من غزة إلى بعض الدول العربية المُجاورة، في إشارة ضمنية إلى مصر والأردن.
وقال ترامب، مُتحدثًا للصحفيين من على متن طائرته الرئاسية، إنه يتعين على الأردن ومصر استقبال المزيد من الفلسطينيين، مُعللًا ذلك بأن القطاع مُدمر بشكل كامل ويشهد حالة من الفوضى العارمة.
وتزامن حديث ترامب مع استعداد مئات الآلاف من الفلسطينيين للعودة إلى منازلهم في شمال قطاع غزة، وذلك تنفيذًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه بين إسرائيل وحماس الأسبوع الماضي. وقد نص الاتفاق على تبادل الأسرى بين الطرفين على ثلاث مراحل، وعودة النازحين من الجنوب إلى الشمال، بالإضافة إلى الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، وإعادة إعماره في المرحلة الأخيرة.
إلا أن الجيش الإسرائيلي عرقل حتى الآن عودة الغزيين إلى مناطقهم في الشمال، مُشترطًا إطلاق سراح المجندة الإسرائيلية أربيل يهود كشرط أساسي للسماح بالعودة.
الموقف الفلسطيني والتأكيد على الثوابت:
عبّرت الرئاسة الفلسطينية عن رفضها المطلق لهذه المقترحات التي تُشكل تهديدًا وجوديًا للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. وأكدت أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن أرضه ومقدساته، ولن يسمح بتكرار مآسي التهجير التي عاشها في الأعوام 1948 و1967. كما شددت على رفض أي سياسة تمس وحدة الأرض الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.
ثناء على مواقف مصر والأردن:
وعبّرت الرئاسة الفلسطينية عن امتنانها وتقديرها لمواقف كل من جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، اللتين أعلنتا رفضهما القاطع لأي مشاريع أو مخططات تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني خارج وطنه. كما وجّهت الشكر لجميع الدول الشقيقة والصديقة التي ساندت هذا الموقف.
الدعوة إلى تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار:
ودعت الرئاسة الفلسطينية إلى التركيز في هذه المرحلة على تثبيت وقف إطلاق النار وضمان استدامته، ومواصلة توفير المساعدات الإنسانية العاجلة لأبناء الشعب الفلسطيني، ومساعدة النازحين للعودة إلى ديارهم، وتوفير وسائل الإيواء والمياه والكهرباء، وإعادة تأهيل المرافق التعليمية والصحية، والتمهيد لعملية إعادة الإعمار الشاملة للقطاع.
وأكدت استعدادها الكامل لتولي مهامها ومسؤولياتها في قطاع غزة، ومواصلة مساعيها لتحقيق السلام العادل والشامل وفق رؤية حل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
التحذير من تداعيات السياسات الإسرائيلية:
وحذرت الرئاسة الفلسطينية من التداعيات الخطيرة للسياسات الإسرائيلية التي تُساهم في تقطيع أوصال قطاع غزة وتهجير سكانه، الأمر الذي سيُؤدي إلى زعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة، والمساس بسيادة دولة فلسطين وسيادة الدول العربية المُجاورة.
ويُظهر هذا الموقف الفلسطيني المُوحد والصلب رفض أي محاولات لفرض واقع جديد على الأرض من خلال تهجير السكان، ويُشدد على التمسك بالحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية، كما يُؤكد على أهمية الدور المصري والأردني في دعم القضية الفلسطينية ورفض أي حلول لا تُلبي تطلعات الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير.