وصل رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إلى أوكرانيا يوم الخميس للتوقيع على اتفاقية أمنية وتجارية مع كييف، في خطوة تعبّر عن دعم علني للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في وقت تكتنفه مخاوف من احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. تأتي هذه الزيارة بعد يومين فقط من زيارة وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إلى أوكرانيا، حيث يبحث الزعماء الأوروبيون سبل تقديم ضمانات أمنية كجزء من أي اتفاق سلام قد يُطرح بالتزامن مع المساعي المستقبلية للإدارة الأمريكية.
أثارت احتمالية عودة ترامب إلى الرئاسة الأمريكية قلقًا واسعًا بين الدول الغربية، إذ إن هذا السيناريو قد يؤدي إلى ضغوط على أوكرانيا للتنازل عن أجزاء كبيرة من أراضيها لروسيا كجزء من أي تسوية يتم التفاوض عليها لإنهاء الصراع.
وتعد هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها ستارمر إلى أوكرانيا منذ توليه منصب رئيس الوزراء في يوليو/تموز الماضي. ومن المقرر أن يوقع اتفاقية شراكة تاريخية تمتد لمئة عام مع كييف، تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية على المستويين الأمني والثقافي. وتضع هذه الاتفاقية إطارًا لتعميق التعاون بين البلدين في مجالات عدة، مع التركيز على تحقيق الأمن في مناطق مثل بحر البلطيق والبحر الأسود وبحر آزوف، إضافة إلى ردع أي محاولات عدوانية روسية مستقبلية.
ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، تشمل الاتفاقية أيضًا التعاون في قطاعات حيوية مثل الطاقة، والمعادن الأساسية، وإنتاج الفولاذ الأخضر. وأكد ستارمر في تصريحاته أن "طموح بوتين لانتزاع أوكرانيا من شركائها التقليديين كان فشلًا إستراتيجيًا كبيرًا". وأضاف: "بدلًا من التباعد، أصبحنا أكثر قربًا من أي وقت مضى، وهذه الشراكة تمثل خطوة جديدة لتعزيز هذه الصداقة بين بلدينا."
تُعتبر بريطانيا واحدة من أبرز الحلفاء الداعمين لأوكرانيا، حيث قدّمت مساعدات بقيمة 12.8 مليار جنيه إسترليني (ما يعادل 16 مليار دولار أمريكي) منذ بداية الغزو الروسي الشامل في عام 2022. شملت هذه المساعدات إمدادات عسكرية بالإضافة إلى دعم البنية التحتية للطاقة، بما يعزز قدرة أوكرانيا على الصمود أمام التحديات الراهنة والمستقبلية.