الرئيس جو بايدن يستعد لإنهاء مسيرة سياسية امتدت لنصف قرن بخطاب ختامي في المكتب البيضاوي يوم الأربعاء، حيث يسعى لترسيخ إرثه الذي تأثر بعجز الديمقراطيين عن منع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. عندما ترشح بايدن للرئاسة في عام 2020، قدم نفسه كشخصية انتقالية، لكنه اختار السعي لإعادة انتخابه عام 2024 بالرغم من تجاوزه الثمانين عامًا، مؤمنًا بأنه الديمقراطي الوحيد القادر على مواجهة ترامب. إلا أن حملته تعرضت لنكسة كبيرة بعد مناظرة صعبة مع ترامب اضطر على إثرها إلى الانسحاب من السباق في يوليو. وفي أعقاب خسارة الديمقراطيين مع ترؤس نائبة الرئيس كامالا هاريس القائمة الانتخابية في نوفمبر، وُجهت أصابع الاتهام نحو بايدن باعتباره أحد أسباب الهزيمة.

خلال فترة رئاسته، قاد بايدن وحلفاؤه إنجازات ملحوظة، منها قيادة تعافي الولايات المتحدة من جائحة كوفيد-19، وتأمين تمويل ضخم لتعزيز البنية التحتية، وإطلاق طفرة في صناعة رقائق أشباه الموصلات، بالإضافة إلى اتخاذ خطوات مهمة في معالجة تغير المناخ وإعادة هيكلة الاقتصاد لتحقيق المزيد من العدالة الاجتماعية. ترك بايدن وراءه اقتصادًا أمريكيًا قويًا وشركات متفائلة بشأن المستقبل.

ومع ذلك، لم يُكتب لبايدن النجاح في رأب الانقسامات الحادة في المجتمع الأمريكي، ولم يتمكن من مواجهة التدهور الديمقراطي على المستوى العالمي كما كان يأمل. ورغم أن إنجازه السياسي الأبرز كان هزيمة ترامب في انتخابات 2020، إلا أن هذا الإنجاز ثبت بأنه مؤقت، حيث يستعد الرئيس الجمهوري المنتخب الآن لإلغاء العديد من سياسات الإدارة الديمقراطية.

في رسالة نُشرت من البيت الأبيض صباح الأربعاء، أعرب بايدن عن قلقه المستمر بشأن الأوضاع. وقال: "ترشحت للرئاسة لأنني كنت أعتقد أن روح أمريكا على المحك. كان مستقبل هويتنا على المحك. وهذا التهديد لا يزال قائمًا." ودعا الأمريكيين إلى الاستمرار في الدفاع عن قيم المساواة والحرية والسعي لتحقيق السعادة، مشيرًا إلى أهمية إبقاء البلاد مركزة على تلك المبادئ الأساسية.

وفي تعليق على إرث بايدن، قال ديفيد أكسلرود، المستشار السابق للرئيس باراك أوباما: "كان كل ما يريده جو بايدن هو أن يتذكره الناس بالأشياء العظيمة التي قدمها لهذا البلد. لكن، في المدى القريب على الأقل، يبدو أن قراره غير الصائب بالترشح لفترة ثانية قد طغى على إنجازاته."