الكاتبة : آية عادل
في فاجعة هزّت المجتمع المصري بأكمله، أقدمت طفلة تبلغ من العمر 11 عامًا على إنهاء حياتها بشكل مأساوي، وذلك نتيجةً للضغوط النفسية الشديدة التي تعرضت لها بسبب تنمر زميلاتها في المدرسة، وقد خلّفت هذه الحادثة صدمة وحزنًا عميقًا في الأوساط المصرية، وأثارت تساؤلات مُلحة حول خطورة ظاهرة التنمر وتأثيراتها المُدمّرة على الأطفال والمراهقين.
وكشفت مصادر مُقرّبة من أسرة الطفلة، بالإضافة إلى تقارير إعلامية مصرية، أن الطفلة تُدعى ريناد عادل، وكانت تدرس في الصف السادس الابتدائي بإحدى المدارس الخاصة بمنطقة جناكليس في محافظة الإسكندرية. وقد أقدمت ريناد على إنهاء حياتها بشكل مأساوي بإلقاء نفسها من الطابق الثامن في مسكنها، لتسقط على الأرض وتفارق الحياة على الفور.
وبحسب ما رواه أفراد من أسرتها، عانت الطفلة ريناد عادل من تجربة مُرّة مع التنمر في المدرسة، حيث كانت تتعرض لمضايقات وسخرية مُتكررة من زميلاتها، وقد لجأت الطفلة إلى عائلتها، وروت لهم ما كانت تُعانيه من أذى نفسي، إلا أن هذه المعاناة تفاقمت في نهاية المطاف، ودفعتها إلى إنهاء حياتها بشكل مأساوي.
وفي سياق ذلك يُشار إلى أن مصر أطلقت قبل سنوات قليلة، وبالتحديد في عام 2018 (كما يتضح من نتائج البحث)، أول حملة قومية شاملة لمواجهة التنمر ضد الأطفال تحت شعار "أنا_ضد_التنمر". وقد هدفت هذه الحملة، التي أُطلقت برعاية المجلس القومي للطفولة والأمومة وبالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، وبالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) 1 وبتمويل من الاتحاد الأوروبي إلى رفع الوعي المجتمعي بمخاطر التنمر وتأثيراته السلبية على الأطفال، وتشجيعهم على الإفصاح عن تجاربهم وتقديم حلول لمكافحة هذه الظاهرة.
وجاء إطلاق الحملة القومية لمواجهة التنمر ضد الأطفال في مصر استنادًا إلى نتائج دراسة مُهمة أُجريت بالتعاون بين المجلس القومي للطفولة والأمومة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، وقد كشفت هذه الدراسة عن حقيقة مُقلقة، وهي أن أعلى مُعدّلات العنف التي يتعرض لها الأطفال تحدث داخل المنزل، يليه في المرتبة الثانية محيط المدرسة. وقد شكّلت هذه النتائج دافعًا قويًا لإطلاق الحملة بهدف مُعالجة هذه المشكلة في كلا البيئتين، المنزلية والمدرسية.
وكشفت هذه الدراسة أيضًا عن أن التنمر الجسدي يُعدّ من أكثر أنواع التنمر شيوعًا بين الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 17 عامًا، حيث أفاد ما بين 29% و 47% من المشاركين في الدراسة بتعرضهم لهذا النوع من الإيذاء، الذي يشمل أفعالًا مثل الضرب والدفع والقرص وغيرها من الاعتداءات الجسدية.