أوضح الدكتور يسري عقل، رئيس قسم الأمراض الصدرية بالقصر العيني، أن متلازمة VEXAS تُعدّ اضطرابًا التهابيًا ذاتيًا نادرًا تم اكتشافه حديثًا، وينتج هذا الاضطراب عن حدوث طفرات جينية جسدية في جين UBA1 الموجود على الكروموسوم X ما يُؤدّي إلى مشاكل صحية مُتعدّدة.
وأضاف الدكتور يسري عقل أن هذه المتلازمة، VEXAS، تُؤثّر بشكل رئيسي على الذكور البالغين، وتتميز بظهور التهابات جهازية شديدة تُصيب أجهزة الجسم المُختلفة، بالإضافة إلى اضطرابات دموية واضحة، وظهور أعراض تُشبه إلى حد كبير أعراض أمراض المناعة الذاتية الأخرى
وأفاد عقل أن مرض فيكساس (VEXAS) ينجم عن طفرات مكتسبة في جين UBA1 الموجود على الكروموسوم X، وهو أحد الكروموسومات الجنسية، وبما أن الذكور يمتلكون كروموسوم X واحدًا فقط، فإن أي طفرة فيه تُؤدّي غالبًا إلى ظهور المرض، ما يُفسّر إصابة الذكور البالغين به بشكل أساسي. وقد تم اكتشاف هذا المرض لأول مرة في عام 2020.
وتابع قائلًا إن المعرفة بمرض فيكساس (VEXAS) تتطوّر باستمرار، وإن التشخيص الدقيق يُمثّل تحديًا حقيقيًا نظرًا لتشابه أعراضه مع مجموعة من الاضطرابات الالتهابية والدموية الأخرى. ولهذا السبب، يُعتبر الفحص الجيني أداة تشخيصية حاسمة، حيث يُساعد على الكشف عن الطفرة الجينية المُميّزة للمرض في جين UBA1، ما يُؤكّد التشخيص ويُمكّن الأطباء من وضع خطة علاجية مُناسبة.
وأكّد على أهمية الانتباه للأعراض المُبكرة لمتلازمة VEXAS، والتي تشمل: حمى مُستمرّة غير مُبرّرة، وإرهاق عام وشديد دون سبب واضح، والتهابات مُتكرّرة في أعضاء مُتعدّدة، بالإضافة إلى ظهور علامات تُشير إلى وجود مشاكل في الدم، مثل شحوب الوجه أو سهولة ظهور الكدمات. وأوضح أن هذه الأعراض قد تكون مُبهمة في البداية، ولكن ظهورها بشكل مُتزامن يُستدعي استشارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة.
كما أضاف عقل أن المرضى المُصابين بمتلازمة VEXAS يُعانون أيضًا من آلام مُبرحة في المفاصل تُعيق حركتهم وتُؤثّر على نوعية حياتهم، بالإضافة إلى التهاب في الأوعية الدموية قد يُؤدّي إلى مشاكل صحية خطيرة إذا لم يتم علاجه بشكل مُناسب، وأشار إلى احتمالية ظهور مشاكل رئوية، مثل ضيق التنفس والسعال المُزمن، أو مشاكل جلدية، مثل الطفح الجلدي المُؤلم، في بعض الحالات.
كما أكد أن مرض VEXAS لا يُعتبر "خطرًا" بالمعنى الشائع الذي يُثير الذعر، أي أنه لا يُسبب الموت المُفاجئ أو العدوى المُنتشرة، بل هو حالة مناعية جينية مكتسبة، حيث يحدث خلل في الجهاز المناعي نتيجة تغيّر في أحد الجينات بعد الولادة، ما يُؤدّي إلى ظهور أعراض مُختلفة. ومع ذلك، فإن إهمال علاج هذه الأعراض قد يُؤدّي إلى مُضاعفات صحية.