الكاتبة : أمل شريف

أجرى رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز محادثات مع الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو يوم الخميس، حيث تناولت المناقشات مجالات التعاون الدفاعي والتجارة العالمية. وقد وصف ألبانيز جاكرتا بأنها "شريك لا غنى عنه"، وذلك خلال أول زيارة دولية له بعد إعادة انتخابه. وأكد ألبانيز، الذي تولى منصبه يوم الثلاثاء بعد فوز حزبه العمالي (الوسط اليساري) بزيادة واضحة في البرلمان، أن هذه الزيارة تعكس أهمية العلاقات الدفاعية والاقتصادية التي توليها كانبيرا لجارتها الإندونيسية.

وفي كلمته الافتتاحية خلال الاجتماع مع برابوو والوزراء في القصر الرئاسي، أكد ألبانيز: "إندونيسيا شريك لا غنى عنه لأستراليا". ودعا برابوو إلى تعزيز الروابط الدفاعية مع أستراليا بعد توقيع اتفاقية العام الماضي التي تناولت قضايا مثل الأمن البحري ومكافحة الإرهاب والاستجابة للكوارث.

وعقب الاجتماع، أوضح ألبانيز للصحفيين: "يُبنى الأمن على سيادة كل دولة والقواعد التي تحكم جميع الدول". ومن جانبه، شدد برابوو على التزام إندونيسيا بإكمال تصديقها على اتفاقية الدفاع، مشيرًا إلى أهمية مناقشة فرص تعزيز التعاون في قطاع الدفاع.

كما تناولت المحادثات مجالات التجارة والاستثمار والأمن الغذائي والطاقة والمعادن الحيوية. وأعرب برابوو عن رغبة إندونيسيا في تعزيز التعاون مع أستراليا، خاصة في ظل حالة عدم اليقين التي يشهدها الاقتصاد العالمي.

تسعى أستراليا لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع دول جنوب شرق آسيا في إطار جهودها لتنويع أسواق التصدير وتقليل الاعتماد على الصين، وذلك استجابةً للقلق الناتج عن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي ، دونالد ترامب.

وفي سياق الزيارة، استقبل ألبانيز في القصر عددًا من الجنود والمواطنين، حيث قام حوالي 3000 طالب بتحية العلم في مراسم احتفالية عسكرية خاصة.

كما نفت إندونيسيا التقارير التي تحدثت عن طلب روسيا تمركز طائرات عسكرية في مقاطعة بابوا، التي تقع في أقصى شرق البلاد. وأكد ألبانيز في تصريحات سابقة أن إندونيسيا نفت هذا الطلب بشكل قاطع، مشيرًا إلى أن روسيا تسعى لتعزيز نفوذها في المنطقة، بينما تركز أستراليا على بناء علاقات قوية مع جيرانها، بما في ذلك إندونيسيا.

وعلق إيوان غراهام، كبير محللي الدفاع في المعهد الأسترالي للسياسات الاستراتيجية، على العلاقات الأسترالية الإندونيسية ملاحظة أنها "تجنبت أزمات خطيرة لأكثر من عقد"، مع استمرار التطور التدريجي للتعاون بين البلدين. ومع ذلك، أشار غراهام إلى أن هناك اختلافات واسعة في وجهات النظر، حيث ترى جاكرتا الصين وروسيا كفرص أكثر منها تهديدات، مما يتعارض مع رؤية كانبيرا للعالم.