الكاتبة : آية عادل
في بيان حازم وقاطع، أكدت وزارة الأوقاف المصرية على الحرمة الراسخة لبيوت الله، مشددة على ضرورة توقيرها وصيانتها عن كل ما يخدش جلالها ومكانتها الروحية.
صدر هذ البيان أمس، وحمل في طياته رسالة واضحة وقوية لجموع المواطنين بضرورة إظهار الاحترام الكامل لقدسية المساجد، محذرًا بشدة من أي سلوكيات منافية لهذه القدسية؛ فاستندت الوزارة في تأكيدها على عظمة المساجد إلى الآية الكريمة من سورة الحج: {ذلكَ وَمَن یُعَظِّمۡ شَعَـائرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ}، لتوضح بجلاء أن تعظيم شعائر الله، وفي مقدمتها بيوته الطاهرة، إنما هو دليل راسخ على تقوى القلوب وصدق الإيمان.
وتوجه البيان بنداء مباشر إلى المواطنين، داعيًا إياهم إلى التحلي بأعلى درجات الاحترام والتقدير لحرمة المساجد، تلك البقاع الطاهرة التي أُنشئت للعبادة والتقرب إلى الله. وحذرت الوزارة بشدة من مغبة الوقوع في أي سلوكيات تتنافى مع هذه القدسية، مؤكدة أن أي شكل من أشكال الاعتداء، سواء كان تشاجرًا أو خصومة أو أي تصرف يخل بالهدوء والسكينة داخل بيوت الله، يُعد من المحرمات الشرعية والمخالفات القانونية التي لا تتفق مطلقًا مع مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة وروح الدين الحنيف الذي يرتكز على السلم والتسامح والتحلي بالعقلانية.
وشددت وزارة الأوقاف على الدور الأساسي للمساجد، مؤكدة أنها لم تُنشأ لتكون ساحة للخلافات أو المنازعات الدنيوية، بل هي أماكن مقدسة أُقيمت خصيصًا لإقامة الصلاة وذكر الله وتلاوة القرآن الكريم، فضلًا عن كونها منابر لنشر معاني الأخلاق الحميدة وغرس السكينة والطمأنينة في النفوس وتقديم الوعي الديني المستنير.
وفي ختام البيان، عبرت الوزارة عن إدانتها الشديدة والقاطعة لأي تصرف من شأنه أن يؤدي إلى امتهان حرمة المسجد أو التقليل من شأنه ومكانته الروحية. وأكدت أن الحفاظ على هيبة بيوت الله هو واجب شرعي ووطني يقع على عاتق كل مسلم ومسلمة، وهو مسؤولية مشتركة تستوجب التكاتف والتعاون من الجميع.
وتضرعت الوزارة إلى الله عز وجل في ختام بيانها أن يحفظ مصر وأهلها من كل سوء ومكروه، وأن يرزق الجميع حسن الأدب والتعظيم لجلاله وبيوته الطاهرة، وأن يلهمهم السداد والرشاد في أقوالهم وأفعالهم.
يُذكر أن هذا البيان الهام يأتي في سياق حرص وزارة الأوقاف الدائم والمستمر على الحفاظ على قدسية المساجد ودورها الروحاني والمجتمعي الحيوي في بناء مجتمع قوي ومتماسك، والتأكيد على القيم الإسلامية الرفيعة التي تدعو إلى التآخي والتسامح والاحترام المتبادل بين أفراد المجتمع. ويُعد هذا التشديد بمثابة تذكير دائم بأهمية الحفاظ على حرمة بيوت الله كرمز للوحدة والعبادة والسلام.