الكاتبة : آية عادل

 أعلنت السلطات التايلاندية عن تسجيل أول حالة وفاة مرتبطة بمرض الجمرة الخبيثة منذ عقود، ما دفع وزارة الصحة إلى إصدار تحذير صحي عاجل، واتخاذ إجراءات وقائية صارمة في المناطق المعرضة للخطر.

وأكدت شبكة "تشانيل نيوز آشيا" أن الضحية، وهو رجل يبلغ من العمر 53 عامًا، توفي في مقاطعة "موكداهان" الواقعة شمال شرقي البلاد، بالقرب من الحدود مع لاوس، بعد إصابته بسلالة قاتلة من بكتيريا الجمرة الخبيثة (Anthrax).

ويُعتقد أن العدوى نُقلت إلى الرجل من خلال ملامسة لحوم أو جلود حيوانات مصابة، وهو أحد طرق انتقال هذا المرض البكتيري الخطير الذي يمكن أن يكون قاتلًا إذا لم يتم اكتشافه وعلاجه في مراحله المبكرة.

وقد سارعت وزارة الصحة العامة إلى إرسال فرق طبية إلى المنطقة لإجراء فحوصات ميدانية ومتابعة الحالات التي قد تكون خالطت الضحية، كما تم تعزيز إجراءات المراقبة في المناطق الحدودية ورفع مستوى الوعي لدى السكان المحليين والمزارعين، لتفادي تفشي المرض.

وأشار متحدث باسم وزارة الصحة إلى أن الجمرة الخبيثة لم تُسجل في تايلاند منذ سنوات طويلة، وأن هذا الحادث يتطلب يقظة تامة واستعدادًا طبيًا وبيئيًا لرصد أي بؤر جديدة قد تظهر، خاصة في المناطق الريفية التي تنتشر فيها تربية المواشي.

وتأتي هذه الحالة في وقت تواجه فيه دول عديدة تحديات متزايدة في مجال الصحة العامة، خصوصًا مع تزايد خطر الأمراض المعدية النادرة وتغير المناخ الذي يسهم في تنقل البكتيريا والفيروسات بين البيئات بطرق غير متوقعة.

وأكدت السلطات التايلاندية أن الوضع لا يزال تحت السيطرة حتى الآن، وأنها تعمل على احتواء الحالة ومتابعة أي تطورات محتملة. كما نصحت المواطنين بتوخي الحذر عند التعامل مع لحوم أو جلود الحيوانات، والتبليغ فورًا عن أي أعراض مشتبه بها.

ما هي الجمرة الخبيثة؟

الجمرة الخبيثة هي مرض بكتيري نادر وخطير يصيب الإنسان عادة عن طريق الاتصال المباشر بالحيوانات المصابة أو منتجاتها، مثل اللحوم أو الجلود. وتنتقل العدوى بثلاث طرق رئيسية: عبر الجلد، أو من خلال الاستنشاق، أو عن طريق تناول لحوم ملوثة. وتُعد الجمرة الخبيثة واحدة من الأمراض المصنفة كأداة بيولوجية خطيرة، وقد استُخدمت سابقًا كسلاح بيولوجي في بعض الحروب.