في حدث طبي غير مسبوق، شهد العالم ولادة أول طفل عبر عملية تلقيح صناعي تمت بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي والروبوتات، دون تدخل بشري مباشر في خطوات التخصيب، وهو ما يمثل ثورة في مجال علاجات الخصوبة والطب التناسلي.

الطفل وُلد لامرأة تبلغ من العمر 40 عامًا في عيادة “هوف آي في إف” بمدينة غوادالاخارا، المكسيك، بعد استخدام بويضات من متبرعة، عقب محاولة تقليدية فاشلة للتلقيح الصناعي سابقًا.

نقلة نوعية في الطب الإنجابي

طوّرت هذا النظام الثوري شركة "Conceivable Life Sciences"، وهي شركة تكنولوجيا حيوية تعمل بين نيويورك وغوادالاخارا. ويعتمد نظامها المتطور على أتمتة جميع مراحل عملية "الحقن المجهري" (ICSI) — وهي تقنية أساسية في مجال الإخصاب المساعد منذ التسعينيات — وذلك باستخدام الذكاء الاصطناعي والروبوتات لإجراء أكثر من 200 خطوة دقيقة، من اختيار الحيوان المنوي وحتى حقنه داخل البويضة.

وأكد الدكتور جيراردو مينديزابال-روي، كبير مهندسي النظام، أن النظام المؤتمت نجح في اختيار النطفة وتثبيتها وحقنها بدقة باستخدام الذكاء الاصطناعي، في حين أدار المشغلون عن بُعد العملية بالكامل عبر واجهة رقمية من مواقع متعددة.

نتائج مبشّرة بتطور كبير

في إطار الدراسة، تم تخصيب خمس بويضات باستخدام النظام المؤتمت، وثلاث بويضات أخرى باستخدام الطريقة التقليدية يدويًا. وأظهرت النتائج أن أربعة من أصل خمسة أجنة تم تخصيبها آليًا تطورت بشكل طبيعي، وهي نسبة قريبة من نسب النجاح التقليدية، بل وتم اختيار جنين واحد منها لزراعته، ليُكلل الحمل لاحقًا بولادة طفل سليم.

وقال الدكتور جاك كوهن، كبير المسؤولين العلميين بالشركة: "نظامنا لا يهدف فقط إلى تقليل الأخطاء البشرية، بل أيضًا إلى تحسين توقيت الحقن وزيادة فرص بقاء البويضات حية، وهو ما من شأنه رفع معدلات النجاح في المستقبل".

هل نحن على أعتاب عصر جديد؟

تمثل هذه الولادة نقطة تحول في علم التلقيح الصناعي، حيث يُتوقع أن تسهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقليل التكاليف، وتوسيع فرص العلاج، وتوحيد المعايير داخل مختبرات الخصوبة حول العالم، مما يجعل الحصول على علاج عالي الجودة أكثر سهولة.

تحديات التخصيب في المختبرات التقليدية — من التباين بين الأطباء، والتكلفة، وصعوبة الوصول — قد تتضاءل أمام هذا الإنجاز الذي يوصف بأنه "بداية لعصر الإنجاب المؤتمت".

وتم إجراء هذه التجربة تحت إشراف لجنة علمية ووفق البروتوكولات الأخلاقية في عيادة "هوف آي في إف"، ما يمنحها مصداقية علمية تمهّد لمزيد من الدراسات السريرية واسعة النطاق.