صنفت منظمة الصحة العالمية زلزال ميانمار كحالة طوارئ من المستوى الأعلى، مطالبة بتمويل عاجل قدره 8 ملايين دولار لتوفير الرعاية الصحية العاجلة وإنقاذ الأرواح ومنع تفشي الأمراض خلال الثلاثين يومًا المقبلة.

وأوضحت المنظمة عبر موقعها الرسمي أن محدودية القدرات الجراحية في ميانمار قبل حدوث الزلزال تزيد من احتمالية تفاقم الإصابات، مشيرة إلى تحديات كبرى تواجه البلاد في ظل الظروف الحالية. وأكدت أن زلزالين قويين ضربا وسط ميانمار، مما أدى إلى تعطيل الخدمات الصحية وتعرّض الآلاف لخطر الإصابات الخطيرة وانتشار الأمراض المعدية.

وأضافت المنظمة أن هذه الأزمة تم تصنيفها على أنها حالة طوارئ من الدرجة الثالثة، وهي أعلى مستويات الاستجابة للطوارئ. وتشير التقييمات الأولية إلى وجود عدد كبير من الإصابات المرتبطة بالصدمات واحتياجات ملحّة للرعاية الطارئة. كما أسفر انقطاع خدمات الكهرباء والمياه عن تفاقم الأوضاع، حيث أصبحت إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية أكثر صعوبة مع تزايد خطر انتشار الأمراض المنقولة عبر المياه والغذاء.

وأكدت المنظمة أنها تعمل بأقصى درجات الطوارئ، حيث قامت بإرسال ما يقارب ثلاثة أطنان من الإمدادات الطبية خلال 24 ساعة وتنسق الجهود مع فرق الطوارئ الدولية. وأشارت إلى أن التمويل المطلوب سيسهم في توفير الرعاية المنقذة للحياة للمصابين، والحد من انتشار الأمراض، وإعادة الخدمات الصحية الضرورية.

وأوضحت المنظمة أن المساهمات والدعم ضروريان لمواجهة هذه الكارثة الإنسانية. وتطرقت إلى ارتفاع مخاطر العدوى والمضاعفات الناجمة عن الإصابات المرتبطة بالصدمات كالجروح والكسور ومتلازمة السحق، بسبب ضعف القدرات الجراحية وعدم كفاية إجراءات الوقاية ومكافحة العدوى.

كما نوهت إلى اكتظاظ المستشفيات وعدم اكتمال البيانات حول أعداد الضحايا والمصابين وحجم الأضرار التي لحقت بالمرافق الصحية. وأكدت أن ازدحام مراكز الإيواء وتدمير أنظمة المياه والصرف الصحي يزيدان من احتمالات تفشي الأمراض المعدية بشكل كبير.

وأشارت المنظمة إلى أن الزلزال وقع في ظل ظروف إنسانية متدهورة أصلاً، تتسم بالنزوح الواسع وضعف النظام الصحي وانتشار أمراض مثل الكوليرا. وشملت الاحتياجات العاجلة توفير رعاية صحية وجراحية، ومستلزمات نقل الدم والتخدير، والأدوية الأساسية.

وشددت المنظمة على ضرورة تعزيز نظام مراقبة الأمراض بشكل عاجل لمنع انتشار الكوليرا وحمى الضنك وغيرها من الأوبئة المحتملة.

وقع الزلزال الذي بلغت قوته 7.7 درجات في مدينة ماندالاي وسط ميانمار يوم الجمعة، ليتبعه بعد دقائق هزة ارتدادية بقوة 6.7 درجات. وأدى الزلزال إلى وفاة أكثر من 1700 شخص في بورما و18 شخصًا آخرين على الأقل في تايلاند.