لم أستطع تحمل الخيانة. كانت شكوكي تتزايد يومًا بعد يوم حتى تأكدت من الأمر، ولم يكن أمامي سوى الانتقام بيدي. بهذه الكلمات بدأ عماد، موظف في إدارة التربية والتعليم، اعترافاته أمام الجهات المختصة، بعد اتهامه بقتل مفتش صحي في مركز فرشوط بمحافظة قنا. جريمة مروعة بدافع الشرف هزت المنطقة وأثارت غضب وقلق السكان.

**تفاصيل بداية الجريمة في فرشوط**  
لم يكن «عماد» يتوقع أبدًا أن حياته الزوجية، التي لم تتجاوز ستة أشهر، ستنتهي بمأساة كهذه. بدأت المشاكل مبكرًا مع زوجته، إلى أن تركت منزل الزوجية وانتقلت للعيش مع شقيقتها في مدينة فرشوط. مع مرور الوقت، لاحظ تصرفات غريبة على زوجته وزياراتها المتكررة لأحد الأطباء، مما أثار لديه شكوكًا قوية حول احتمال وجود علاقة غير شرعية بينهما.

عوضًا عن مواجهة الأمور مباشرة، اختار «عماد» التزام الصمت ومراقبة زوجته والطبيب عن كثب. استمرت متابعته لعدة أيام حتى تأكد من شكوكه. عندها، بدأت فكرة الانتقام تطفو على عقله بشكل متزايد.

**ليلة مأساوية وحادثة صادمة**  
في يوم الحادثة، ومع اقتراب أذان المغرب، ترقب عماد تحركات الطبيب عن قرب. عندما لاحظ الطبيب يدخل مسكنه، رأى الفرصة مواتية لتنفيذ خطته. تسلل وراءه بهدوء وأغلق الباب، ليبدأ فصلاً جديدًا من الرعب والمأساة.

باندفاع مليء بالغضب، انقض عماد على الطبيب مسددًا له تسع طعنات في أماكن متفرقة من جسده مستخدمًا سلاحًا أبيض. وبجانب هذا العمل الوحشي، قطع جزءًا من جسد الضحية في مشهد مروع يعكس الغليان الداخلي الذي كان يعيشه.

غادر المسكن بهدوء بعد أن تأكد من وفاته. حاول التخلص من أدلة الجريمة بإلقاء السلاح والجثة المقطوعة في إحدى الترع القريبة، معتقدًا أنه بذلك محا كل الشواهد التي قد تدينه. لكن لم تمر ساعات حتى اكتشف الأهالي الجريمة المروعة وأبلغوا السلطات.

**تحرك فوري من الشرطة**  
وصل رجال الشرطة إلى موقع الجريمة ليجدوا جثة الطبيب وسط بركة من الدماء داخل مسكنه. كانت الأدلة تشير بوضوح إلى جريمة غارقة بالعنف والتخطيط. بناءً على التحريات الأولية والشهادات المحيطة، حامت الشكوك حول الزوج الغاضب الذي كان يُعرف عنه غيرته وشكوكه المعلنة لبعض المقربين.

لم يستغرق الأمر طويلًا لتحديد موقع عماد والقبض عليه. وبمجرد مواجهته بالأدلة، اعترف بجريمته بشكل كامل وبارد، مبررًا فعلته بأنها كانت انتقامًا لما اعتبره خيانة لشرفه. كما أرشد رجال الأمن إلى مكان السلاح المستخدم في الجريمة.

**إجراءات قانونية وتحقيقات مستمرة**  
تم حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق بناءً على قرار النيابة العامة بقنا، مع التجديد لاحقًا حسب القانون. ولا تزال التحقيقات مستمرة عبر فريق البحث الجنائي لمعرفة كافة الملابسات وما إذا كان هناك متورطون آخرون في الحادثة.

### **للنقاش:**
1. ما نوع السلاح الأبيض المستخدم في هذه الحادثة وكيف تم الحصول عليه؟
2. ما الخطوات التي قد يكون قام بها المتهم للتخطيط بشكل دقيق لجريمته؟
3. هل تعكس هذه الجريمة انتشار مشاكل الخيانة الزوجية وتأثيراتها السلبية في المجتمع المصري؟
4. ما الإجراءات القانونية الواجب اتباعها لمعاقبة المتهم وضمان حقوق المجني عليه؟
5. كيف سيؤثر هذا النوع من الجرائم على المجتمع المحلي من حيث الثقة والأمان؟