شهدت دائرة مركز جهينة شمال محافظة سوهاج حادثًا مؤسفًا أودى بحياة طالبة وشقيقتها غرقًا في إحدى الترع. وكشفت التحقيقات أن الفتاتين كانتا تلهوان على حافة الترعة عندما اختل توازنهما وسقطتا، ما أسفر عن وفاتهما.
تلقى اللواء صبري صالح عزب، مدير أمن سوهاج، إخطارًا بالحادث من مأمور مركز شرطة جهينة. على الفور، انتقل اللواء محمود طه، مدير المباحث الجنائية، والعميد رأفت رشوان، رئيس فرع البحث الجنائي لقطاع الشمال، إلى موقع الحادث برفقة فرق الإنقاذ النهري، حيث تمت عملية انتشال الجثتين ونقلهما إلى مستشفى جهينة المركزي.
وأظهرت التحريات التي قادها المقدم مصطفى رأفت الشندويلي، وكيل فرع البحث، أن الضحيتين هما آية السيد. م البالغة 13 عامًا، وشقيقتها جنا البالغة 9 أعوام. الفتاتان كانتا تقيمن في نفس المنزل الكائن بالقرب من المكان. وعقب معاينة الجثتين، تبين عدم وجود أي إصابات ظاهرية تؤشر لشبهة جنائية. وصرح والدهما الذي يعمل صيادًا ووالدتهما ربة منزل بأن الحادث كان نتيجة انزلاق قدمي الطفلتين أثناء اللعب أمام المنزل وسقوطهما في الترعة، نافيين أي شبهة جنائية أو اتهام جهة ما بذلك. وأكد تقرير مفتش الصحة أن سبب الوفاة هو الاختناق الناتج عن الغرق. تم تحرير محضر بالواقعة وأُحيل للتحقيق من النيابة العامة.
تُثير هذه الحادثة تساؤلات عدة حول أسباب انتشار حوادث الغرق بالترع في مصر والإجراءات التي يمكن اتخاذها للحد منها.
- يعتبر غرق الأطفال أثناء لهوهم على حواف الترع ظاهرة مأساوية متكررة في كثير من المحافظات الريفية منها سوهاج، نظرًا لعمل نسبة كبيرة من السكان بالزراعة وقرب مساكنهم من الترع.
- للحد من هذه الحوادث، يمكن التفكير في إجراءات مثل إنشاء حواجز أو أسوار على طول الترع، وزيادة الرقابة المحلية، وتوفير وسائل إنقاذ سريعة بالقرب من المواقع الخطرة.
- بالرغم من أهمية القوانين التي قد تمنع اقتراب الأطفال من أماكن خطرة كحواف الترع، يبقى الالتزام وتطبيق مثل هذه القوانين تحديًا كبيرًا في المجتمعات الريفية.
- أما أفراد قوات الإنقاذ النهري، في خضوعهم لتدريبات مكثفة تعتمد على الإسعافات الأولية، الغوص الاحترافي، والقدرة على التعامل مع الكوارث الطبيعية وحالات الطوارئ المائية.
- حملات التوعية لها دور محوري في تعزيز الوعي بخطورة اللهو على حواف الترع، ولكن من الضروري توسيع نطاقها عبر المدارس ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأهالي.
تظل هذه الإجراءات خطوة ضرورية لتقليل مثل هذه الحوادث المؤلمة التي تحصد أرواح أطفال أبرياء وتزيد من معاناة أسرهم.