لا أعرف كيف أواجه أولادها عندما يسألونني عن أمهم… لقد تركنا محطمين ومذبوحين داخليًا، بهذه الكلمات اختصرت والدة "جهاد" مشهد الألم الذي يحيط بجريمة مأساوية كانت ضحيتها ربة منزل تبحث عن الأمان لها ولأطفالها، لكنها انتهت بما لم تتخيله على الإطلاق.
القصة بالكامل: ضحية أخرى للعنف الأسري في المنوفية
"جهاد"، اسم جديد في قائمة النساء اللواتي أثقلتهن مآسي العنف الأسري، قتلت غدرًا على يد زوجها بثلاث طعنات قاتلة أمام منزل عائلتها في مدينة شبين الكوم بالمنوفية.
رحلة المأساة بدأت عندما تصاعدت الخلافات بين "جهاد" وزوجها. تحولت حياتها اليومية إلى كابوس بسبب العنف اللفظي والجسدي. رغم كل محاولاتها لتحمل الوضع من أجل أطفالها، قررت أخيرًا اللجوء إلى منزل أهلها بحثًا عن راحة مؤقتة، إلا أن ذلك القرار كان بداية النهاية المأساوية.
تصف جارتها "أم هاني" بحزن: لقد حاولت كثيرًا الصبر على حياتها الصعبة لأجل أطفالها، لكنها حين شعرت أن الأمور وصلت إلى حد لا يحتمل، هربت إلى أهلها أملاً في إيجاد حل.
لكن الزوج لم يتركها وشأنها. في يوم الواقعة المشؤوم، ذهب إلى منزل أهلها، حيث نشب خلاف حاد بينهما. كان صوتهما مسموعًا لكل من في الجوار، كما أوضحت إحدى الجارات "أم علاء": كنا نسمع أصوات شجارهما المرتفعة، لكنه فجأة استل سكينًا ليطعنها أمام أعيننا جميعًا.
محاولات يائسة لإنقاذ حياتها
الصدمة أفقدت الجميع القدرة على التصرف السريع، رغم أن الجيران حاولوا التدخل لإنقاذها إلا أن الطعنات كانت أسرع. تروي "أم علاء": حاولنا الإمساك به، لكنه كان كالريح الهائجة، تركها غارقة في دمائها ولاذ بالفرار.
تم نقل "جهاد" إلى المستشفى في حالة خطرة جدًا. بقيت تصارع الموت لمدة 25 يومًا في العناية المركزة، لكن الأطباء لم يتمكنوا من إنقاذ حياتها، لترحل تاركة وراءها ثلاثة أطفال يتامى وأمًا منكوبة تتكبد ألم الفقد.
رحلت تبحث عن الأمان فوجدت الموت
في كلمات مليئة بالوجع، تحدثت والدة "جهاد": كانت ابنتي طيبة القلب وتعيش لأجل أطفالها. عندما تفاقمت مشاكلها مع زوجها، عادت إلينا ظنًا منها أنها ستحمي نفسها وأطفالها، لكن ما حدث أنها فقدت حياتها بثمن هذا القرار. وأضافت بصوت منكسر: لقد دمرنا… ابنتي لم تعد هنا وأحفادي أصبحوا أيتامًا بلا مستقبل واضح.
محاولات الإصلاح كانت كثيرة… لكن النهاية كانت مأساوية
كان أهالي الحي يعرفون أن العلاقة بين "جهاد" وزوجها متوترة. حاول الجميع التدخل أكثر من مرة لتخفيف حدة المشاكل بينهما. يقول "عم سعيد"، جار الضحية: كنا نحاول دائمًا الإصلاح بينهما عندما تشتد الأمور سوءًا، لكن كان معروفًا أنه سريع الغضب وعصبي جدًا. رغم ذلك، لم يتوقع أحد ما حدث.
أما "أم محمود"، إحدى صديقات "جهاد"، فتشرح بحرقة: كانت دائمًا تشكو من سوء معاملته وتحرص على الحفاظ على بيتها من أجل أطفالها. لكنها رحلت عن الدنيا على يديه، على يد من كان من المفترض أن يحميها.
بعد ارتكاب الجريمة، تمكن الأهالي من الإمساك بالزوج حتى وصلت الشرطة واعتقلته. وفي التحقيقات الأولية، اعترف بفعلته مدعيًا أنه فقد السيطرة على أعصابه عندما رأى زوجته تطلب الطلاق وترفض العودة إليه.
أسئلة مؤرقة ومستقبل مجهول
- ما هي العقوبة التي سيواجهها الزوج على جريمته؟
- كيف يمكن تقديم الدعم النفسي للأطفال الذين فقدوا أمهم؟
- ما الأسباب التي دفعت "جهاد" لطلب الطلاق؟
- أين يمكن للنساء الأخريات المتضررات من العنف الأسري العثور على الأمان؟
- كيف ستؤثر هذه المأساة على مستقبل أطفال "جهاد"؟