أودعت الدائرة 16 بمحكمة جنايات الجيزة حيثيات حكمها الذي قضى بالإعدام شنقًا على سباك أدين بقتل ابنته القاصر «إجلال» بوحشية تقشعر لها الأبدان. ترأس هيئة المحكمة المستشار عصام أبو العلا، وعضويتها ضمت المستشارين حسام الباز وشريف الكلحي.
أكدت المحكمة في أسباب حكمها، وبعد استعراض أمر الإحالة وسماع طلبات النيابة العامة ودفاع المتهم، أنها اطمأنت تمامًا إلى ما تضمنته التحقيقات من أدلة دامغة، وشهادات الشهود، وتقارير الفحص الفني التي وثقت وقائع القضية المروعة.
###### بداية المأساة
كشفت الحيثيات أن المتهم محمود إبراهيم، البالغ من العمر 43 عامًا، تجرد من معاني الأبوة والإنسانية، وأدار ظهره للنصوص الدينية والأخلاقية التي توصي بالأبناء خيرًا. بدلاً من اعتبار ابنته نعمة وهبها الله له، أصبح معذبها الأكبر، وقد تملكت القسوة قلبه وجعلته يذيق فلذة كبده أفظع ألوان العذاب.
لم تكن الطفلة تتوقع أن بيت والدها سيكون سجناً لها، حيث تحولت حياتها إلى كابوس عقب انفصال والديها وانتقالها للعيش معه ومع إخوتها. وبمرور الوقت، بدأت رحلة المعاملة القاسية التي دفعتها للهرب مرارًا إلى منزل والدتها. لكن كل محاولة كانت تنتهي بانتقام الأب المروع.
###### تعذيب وحشي ممنهج
أظهرت التحقيقات أن المتهم احتجز ابنته داخل مرحاض المنزل لعدة أشهر، قيدها بسلاسل حديدية مغلقة بالأقفال، وجردها من ملابسها. لم يكن هذا مجرد حبس بل عزله لها في ظلام مطبق تخللته مشاهد تعذيب تفوق التصور. استخدم الأب أدوات قاسية مثل العصي الثقيلة، والمطارق، والسيخ الحديدي لضرب جسدها الهزيل. وزيادة في وحشيته، عمد إلى تجويعها لأيام طويلة، ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد، إذ لجأ لاستخدام أدوات مثل "الزرادية" لاقتلاع أسنانها كي يمنعها من الأكل، متلذذًا برؤية معاناتها وآلامها.
ورغم قسوة هذا التعذيب، لم تتوقف الطفلة عن محاولة الهروب حتى وهي مقيدة بالسلاسل. كانت تستغيث بإخوتها لطلب المساعدة ولكن دون جدوى، مما دفع الأب في نهاية المطاف لاتخاذ قراره الإجرامي بإنهاء حياتها.
###### لحظات الجريمة البشعة
في يوم الحادثة، قاد الأب رأس الطفلة بعنف نحو جدران وباب المرحاض عدة مرات متتالية رغم توسلاتها. استمر في ضربها بلا هوادة لعشر دقائق حتى لفظت أنفاسها الأخيرة. وبعد قتلها، لم يُظهر أي شعور بالندم وبدأ مباشرة في تنفيذ خططه لإخفاء الجثة. لف الضحية داخل سجادة بمساعدة أحد أبنائه ونقلها إلى منطقة نائية حيث ألقى الجثمان في حفرة وأهال عليه التراب ظنًا أن جريمته لن تُكشف.
###### كشف ملابسات الجريمة
غير أن سرية الجريمة لم تستمر طويلاً، إذ كشفت الصدفة خيوط القضية عندما أفشى أحد أفراد العائلة جانبًا من الحقيقة. استُدعي الأب للتحقيق ولم يجد مفرًا من الاعتراف بعد العثور على أدوات التعذيب داخل المنزل، إضافة إلى إثبات تعاطيه المواد المخدرة بشكل منتظم. وبعد فحص متكامل للقضية، حكمت المحكمة بالإعدام على الأب لارتكابه الجريمة مع سبق الإصرار، وبالسجن المشدد على ابنه الذي أعانه في إخفاء الجثة.
###### أسئلة للمجتمع:
1. هل يعتبر تعاطي المخدرات عامل تخفيف لمسؤولية المتهم في قضايا العنف الأسري؟
2. كيف يمكن تكاتف المجتمع لمنع تكرار جرائم مماثلة؟
3. ما العقوبات القانونية لمن يتعمد إخفاء جريمة قتل؟
4. هل توجد منظمات غير حكومية في مصر تقدم المساعدة للأطفال المعرضين للخطر؟
5. هل تُطبّق برامج فعالة لتوعية الآباء وتدريبهم على أساليب التربية السليمة؟