لم يتبقَ سوى الرماد والمشاهد البائسة. أمام أنقاض متجره المحترق، وقف التاجر عاجزًا يتأمل ما تبقى من حلمه الذي تحول إلى كتل متفحمة، بينما يواصل الدخان الكثيف تصاعده من بين الركام.

حريق منشأة ناصر: خسائر تفوق التصور  
لم يكن ليخطر بباله أن يأتي اليوم الذي يرى فيه كل ما جمعه على مدار سنين وقد تلاشى في لحظات. في مزلقان منشأة ناصر بحي مكتظ بالقاهرة، كانت الأوضاع طبيعية، قبل أن تشب النيران فجأة في إحدى ستائر محل الأحذية وتنتشر كالنار في الهشيم بين المحلات المحاذية.  

"كانت الساعة تشير إلى السابعة مساءً حين لاحظنا تصاعد الدخان من المحل المجاور. لم يخطر ببالنا أن الأمور ستفلت من السيطرة بهذه السرعة"، قال صاحب أحد المحلات المجاورة بنبرة يغلفها الذهول. "حاولنا جاهدين إخماد النيران، ولكن ألسنة اللهب سبقتنا، والتهمت كل شيء".  

صعوبات واجهت فرق الإطفاء  
أحد سكان المنطقة تحدث عن اللحظات العصيبة: "وسط ارتباك الأهالي والزحام الخانق، وصلت سيارات الإطفاء، لكنها واجهت صعوبات جمّة للوصول إلى موقع الحريق بسبب الأزقة الضيقة والتكدس بالمفروشات."  
رغم التحديات، دفعت قوات الحماية المدنية بعشر سيارات إطفاء وثلاثة خزانات مياه لتعزيز جهود السيطرة على الحريق. وبعد ساعات طويلة من العمل الدؤوب، تم الاستعانة بآليات ثقيلة لهدم الهياكل المتضررة لضمان إخماد أي بقايا مشتعلة ومنع تجدد النيران.  

التحقيقات تسعى لتفسير الكارثة  
بينما انشغل التجار بحصر الخسائر الفادحة، فتحت الأجهزة الأمنية تحقيقًا حول الحادث. النيابة العامة انتدبت خبراء من المعمل الجنائي لفحص الموقع والكشف عن أسباب الحريق، كما طلبت تحريات مفصلة عن ملابسات الواقعة واستدعت المتضررين للإدلاء بشهاداتهم.  

ورغم انتهاء الحريق، بقيت مشاهد الدمار مخيمة على المكان. يقول أحد التجار المتضررين بحسرة وهو يشير إلى الأنقاض التي كانت مصدر دخله: "كنا أربعة تجار في هذا السوق، وكل منا يعيل أسرة. الآن أصبحنا بلا أي مورد رزق".  

أسئلة تحتاج إلى إجابات  
- هل يعود سبب الحريق إلى ماس كهربائي؟  
- إلى أي مدى يؤثر هذا الحريق على الحالة الاقتصادية للتجار المتضررين؟  
- هل سوء البنية التحتية في منشأة ناصر يُعيق وصول فرق الإطفاء؟  
- ما هي الخطوات القانونية التي ستُتخذ لضمان تعويض المتضررين ومنع تكرار الحوادث؟  
- كيف تُظهر الخسائر في هذه الكارثة الفروقات الاجتماعية والاقتصادية بين سكان المنطقة؟