أمرت النيابة الإدارية بإحالة 8 من العاملين الحاليين والسابقين في إحدى الإدارات التعليمية التابعة لمديرية التربية والتعليم بمحافظة القليوبية للمحاكمة التأديبية، على خلفية قيامهم بتزوير مستندات رسمية.
وفق التحقيقات، حصل المتهمون على مبالغ مالية غير مستحقة عن طريق تزوير بيانات أرصدة إجازات اعتيادية لمن أحيلوا للتقاعد وانقضت خدمتهم، وتقديم هذه المستندات المزورة لمحاكم القضاء الإداري بغرض الحصول على تعويضات مالية كبيرة عن أرصدة إجازات وهمية.
### المتهمون
شملت قائمة المتهمين مسؤول شؤون العاملين بالإدارة، وعددًا من مسؤولي قسم الإجازات السابقين والحاليين، بالإضافة إلى موجّه مالي وإداري، ومدير شؤون العاملين السابق، ومحقق سابق بالشؤون القانونية.
### كشف الحقائق
بدأت القضية عندما تلقت النيابة الإدارية في بنها شكوى من مديرية التربية والتعليم بالقليوبية، تضمنت تقرير لجنة تم تشكيلها بالتنسيق مع هيئة الرقابة الإدارية. كشفت اللجنة عن إصدار شهادات خبرة وصحف أحوال وظيفية مزورة بأسماء غير مسجلة بسجلات المدارس، علاوة على إصدار بيانات أرصدة إجازات بشكل عشوائي لموظفين متقاعدين دون الرجوع لسجلات المدارس أو الإدارة التعليمية.
### تفاصيل التحقيق
باشر التحقيق المستشار أحمد فودة، تحت إشراف المستشار شريف عدلي. استمعت النيابة لرئيس التوجيه المالي والإداري بمديرية التربية والتعليم، الذي أكد وجود إفادات غير حقيقية في شهادات الخبرة الممنوحة للعاملين، ومخالفات أثناء استخراج تلك الشهادات وحفظ بيانات الموظفين. كما أثبتت النيابة أن الموظفين المسؤولين لم يلتزموا بالقواعد القانونية أثناء إصدار هذه البيانات.
وأوضحت التحقيقات أن الإدارة العامة لأبحاث التزييف والتزوير أجرت مراجعات للخطوط والتوقيعات التي أظهرت تورط المتهمين بشكل قاطع.
### الإجراءات المتخذة
توصلت النيابة الإدارية إلى أن أحد المتهمين أصدر قرارًا إداريًا باطلًا بمجازاة بعض العاملين بخصم مبالغ من رواتبهم دون تحقيق أو الرجوع للنيابة المختصة. بناءً عليه، تم تكليف جهة الإدارة بسحب هذا القرار لصدوره من غير مختص.
### إجابات الأسئلة:
1. **الإجراءات القانونية:** يمكن أن تشمل إيقاف المتهمين عن العمل لحين انتهاء المحاكمة التأديبية، وإحالتهم للنيابة العامة إذا ثبت وقوع جرائم جنائية مثل التزوير، إضافة إلى فرض غرامات أو عقوبات إدارية.
2. **حالات مماثلة:** نعم، وقائع التزوير لم تقتصر على القليوبية فقط؛ فقد تم الكشف عن حالات مشابهة في محافظات أخرى تتعلق بالتلاعب في المستندات للحصول على مكاسب مالية أو وظيفية.
3. **الأسباب وراء التزوير:** ضعف الرقابة على المستندات والبيانات، وانتشار الفساد الإداري، بالإضافة إلى غياب أنظمة إلكترونية دقيقة لتوثيق المعلومات الوظيفية.
4. **دور النيابة الإدارية:** تلعب النيابة الإدارية دورًا حاسمًا في مكافحة الفساد عبر فتح تحقيقات موسعة في المخالفات المالية والإدارية داخل الجهات الحكومية وإحالة المتورطين للمحاكمة.
5. **القوانين الجديدة:** في السنوات الأخيرة، تم إصدار تشريعات عديدة لتعزيز مكافحة الفساد والتزوير، مثل قوانين التعامل مع الجرائم الإلكترونية، وقوانين تعزيز الشفافية والحفاظ على المال العام، إلى جانب تحديث القوانين المتعلقة بالوظيفة العامة لتشديد العقوبات على المخالفين.
تظهر مثل هذه القضايا أهمية تعزيز أنظمة الرقابة الداخلية واعتماد التكنولوجيا الحديثة لضمان الشفافية ومكافحة الفساد الإداري بكافة أشكاله.