ظهرت الأعراض بشكل مفاجئ عندما وصل المرض إلى مرحلته القاضية، حيث عانت المريضة بعد استئصال الورم من العمى، والشلل، والغيبوبة، ما اضطر الأطباء إلى اتخاذ قرار فصل الأجهزة عنها. هذه كانت مأساة أوستن هام-هوز، الذي تحدّث إلى صحيفة "ديلي ميل" عن السرطان الصامت الذي اختطف زوجته.

أوستن هام-هوز، البالغ 45 عامًا، زوج نيكوليت ريتشاردسون البالغة 41 عامًا، وهو مقيم في لندن، وصف ما حدث بأنه أشبه بسرعة تمزّق الجبس. فالمرض الخطير لم يمنح نيكوليت سوى 13 يومًا بعد أن كشف الأطباء إصابتها بورم دماغي قاتل من الدرجة الرابعة.

نيكوليت، وهي أم لطفلة تبلغ من العمر ثماني سنوات تدعى إيزابيلا، بدأت تشعر بصداع شديد في 16 نوفمبر 2020. وعندما استمر الألم في اليوم التالي، قررت زيارة الطبيب العام الذي شخّص الأمر كصداع نصفي نتيجة للإجهاد وضغط عملها كمعالجة تقويم عظام. ومع ذلك، طلب الطبيب منها زيارة قسم الطوارئ إذا استمر الألم دون استجابة للمسكنات.

مع اشتداد الألم وعدم احتماله، توجهت نيكوليت إلى مستشفى "تشارينج كروس"، حيث خضعت لفحص بالرنين المغناطيسي، وكان التشخيص صادماً: ورم أرومي دبقي من الدرجة الرابعة، يُعرف بخطورته وقصر متوسط عمر النجاة عند الإصابة به.

بعد ستة أيام فقط، خضعت نيكوليت لجراحة طارئة لاستئصال الورم. لكن النتائج كانت كارثية؛ فقد فقدت البصر في إحدى عينيها وجزءاً منه في الأخرى، وأصيبت بشلل نصفي في الجانب الأيسر من جسدها. وفُرضت عليها غيبوبة بعد العملية لكنها لم تستفق منها أبداً. وفي 30 نوفمبر تم رفع أجهزة دعم الحياة عنها بعد أن بات إنقاذها مستحيلاً.

ما هو الورم الأرومي الدبقي؟  
هذا النوع الخبيث من السرطانات ينشأ في الدماغ أو الحبل الشوكي، حيث يتكاثر بسرعة عالية تغزو الأنسجة السليمة وتدمرها. تنتج خلايا هذا الورم عن خلايا نجمية تدعم وظائف الخلايا العصبية. وعلى الرغم من جهود العلماء والأطباء، يبقى علاج هذا النوع من السرطان مستعصياً، إلا أن العلاجات المتوفرة تهدف إلى إبطاء نموه وتخفيف الأعراض المصاحبة له.

فرص النجاة والحياة مع المرض  
تشير الإحصائيات إلى أن نسبة ضئيلة جدًا، نحو 5% فقط، من المصابين بالورم الأرومي الدبقي تبقى على قيد الحياة لمدة تتجاوز خمس سنوات بعد التشخيص. كما يتراوح متوسط البقاء بين 12 و18 شهرًا في الأغلب. أما بالنسبة للحالات المتقدمة من المرض، فقد يكون الوقت المتاح أقل بكثير.

إحياء ذكرى نيكوليت  
بعد خمس سنوات من وفاتها، قرر زوجها وابنتها مساعدة الآخرين من خلال حملات لجمع التبرعات لصالح أبحاث أورام الدماغ. وقام أوستن بالتبرع بمبلغ 2 جنيه إسترليني عن كل علاج يتم تقديمه في عيادة ريتشموند الخاصة بتقويم العظام – وهي العيادة التي كان لنيكوليت دور أساسي فيها – خلال شهر التوعية بأورام الدماغ.

تساؤلات مهمة تُثير النقاش  
- هل يمكن أن تؤثر الأخطاء الطبية على فرص علاج أمراض خطيرة مثل الورم الأرومي الدبقي؟  
- هل يمكن أن يُلقي الإهمال العاطفي من الزوج أو المحيطين بالمريض بظلاله على حالته الصحية؟  
- ماذا عن التأثير النفسي المُحتمل على المريض بعد خضوعه لعمليات معقدة مثل استئصال أورام المخ؟  
- كيف تؤثر سرعة نمو الورم الأرومي الدبقي على جدوى خطة العلاج؟  
- وهل يشابه التأثير المدمر لهذا المرض آثار جريمة متعمدة كقتلٍ بطيء؟  

هذه التساؤلات تعكس جوانب معقدة إنسانية وطبية ترتبط بالمعركة الصعبة التي يخوضها المصابون بهذا النوع النادر والخطير من المرض.