أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو يرتدي زيًا عسكريًا، بخوض معركة سريعة لهزيمة القوات الأوكرانية في غرب روسيا، مما بعث برسالة للولايات المتحدة بأن موسكو تحتفظ بالسيطرة على زمام المبادرة العسكرية قبيل مناقشات مقترحة حول وقف إطلاق النار يوم الخميس.

لقد جاءت المخاوف متزايدة بشأن إمكانية خسارة كييف، المدعومة من الغرب، للحرب في الفترة الأخيرة، نتيجة لتقدم روسيا على مختلف الجبهات، بالإضافة إلى سعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق سلام ينهي النزاع الممتد منذ ثلاث سنوات في أوكرانيا.

وصل ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط، إلى موسكو للقاء بوتين. وأشار مسؤولون روس إلى أن مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز قدّم تفاصيل بشأن اقتراح وقف إطلاق النار يوم الأربعاء، وأن روسيا أبدت استعدادها لمناقشته. وأعرب ترامب في البيت الأبيض عن أمله في أن يوافق الكرملين على الاقتراح الأمريكي لوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، والذي نالت عليه أوكرانيا الدعم. وبعد ساعات قليلة من تصريحات ترامب، نشر الكرملين مقاطع لبوتين يرتدي زيًا عسكريًا أخضر مموه، وهو يتفقد منطقة كورسك غرب روسيا، حيث من المتوقع أن تفقد أوكرانيا جزءًا من أراضيها بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته القوات الروسية.

وتعهد بوتين، الضابط السابق في المخابرات السوفيتية (كي جي بي) الذي نادرًا ما يرتدي الزي العسكري، بأن "مهمتنا في المستقبل القريب، وفي أسرع وقت ممكن، هي القضاء على العدو المحصن في منطقة كورسك". وأضاف، "وبالطبع، علينا أن نفكر في إنشاء منطقة أمان على الحدود". لكنه لم يشر إلى فكرة وقف إطلاق النار.

تسبب غزو روسيا لأوكرانيا في أوائل عام 2022 في سقوط مئات الآلاف من القتلى والجرحى، ونزوح ملايين الأشخاص، وتدمير العديد من المدن، مما أدى إلى أكبر مواجهة بين موسكو والغرب منذ عقود.

وفي خطوة تهدف إلى تحريف القوات الروسية عن شرق أوكرانيا ولتحقيق مكاسب سياسية، عبرت أوكرانيا الحدود إلى منطقة كورسك في أغسطس، في أكبر هجوم على الأراضي الروسية منذ الغزو النازي عام 1941. وفقًا للجيش الروسي، تمتلك أوكرانيا الآن أقل من 200 كيلومتر مربع في منطقة كورسك، وهو انخفاض ملحوظ مقارنة بحوالي 1300 كيلومتر مربع في ذروتها خلال الصيف الماضي.

فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، أكّد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن بوتين سيجري يوم الخميس مباحثات في موسكو مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، يتبعها مؤتمر صحفي مشترك.

وافقت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء على استئناف إمدادات الأسلحة وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، بعد أن أعربت كييف خلال المحادثات في السعودية عن استعدادها لدعم مقترح وقف إطلاق النار.

وأفاد ترامب يوم الأربعاء بأن "الأمر متروك لروسيا الآن"، معربًا عن أمله في أن تنتهي "مذبحة" الحرب. وأكد أنه إذا استطاعوا إقناع روسيا بالتوقف، فإن ذلك سيؤدي لوقف إطلاق نار شامل، مؤكدًا أن الحرب لن تعود مرة أخرى.

وكشف مصدران روسيان رفيعا المستوى لرويترز أن بوتين يسعى للحصول على تطمينات وضمانات قبل الموافقة على أي وقف لإطلاق النار. بينما أشار مصدر آخر في موسكو إلى أن بوتين قد يوافق على الهدنة، لكنه يسعى إلى إضافة شروطه الخاصة حول ما يجب أن يحدث بعد وقف إطلاق النار.