في إطار الجهود المستمرة لحل القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن مساعد وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أجرى محادثات مع السفير الإيراني في موسكو، كاظم جلالي، لمناقشة "الجهود الدولية الرامية إلى تسوية الوضع المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني".
تفاصيل المحادثات:
وفقًا للبيان الصادر عن وزارة الخارجية الروسية، فقد جرى اللقاء بين ريابكوف وجلالي في يوم الخميس 6 مارس، على الرغم من أن الوزارة لم تكشف عن تفاصيل محددة حول ما تم مناقشته. لكن المصادر أكدت أن المباحثات تأتي في سياق التوترات المستمرة حول البرنامج النووي الإيراني الذي كان قد تصاعدت المخاوف بشأنه على الساحة الدولية.
المحادثات الروسية الأمريكية:
وتأتي هذه المحادثات ضمن سلسلة من التطورات الإقليمية والدولية المتعلّقة بالملف النووي الإيراني، حيث كان قد أعلن الكرملين الأربعاء الماضي أن هذا الملف سيكون جزءًا من أجندة المحادثات المقبلة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية. وكانت هذه القضية قد تم التطرق إليها في الجولة الأولى من المفاوضات بين الجانبين في الشهر الماضي بمدينة الرياض.
وتجدر الإشارة إلى أن وكالة "بلومبرغ" قد أفادت في 4 مارس 2025 بأن موسكو وافقت على مساعدة إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب في إقامة قنوات اتصال مع طهران لمناقشة مسائل حيوية مثل البرنامج النووي الإيراني ودعم طهران للفصائل المسلحة في منطقة الشرق الأوسط.
التفاصيل الإضافية:
في 5 مارس 2025، أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن الجولة المقبلة من المفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة ستتضمن مناقشات حول هذا الملف. وأشار بيسكوف إلى أن "الحل السياسي-الدبلوماسي هو الخيار الأفضل لحل جميع القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني".
كما تناولت مصادر إعلامية أخرى، مثل "بلومبرغ"، ما نقلته عن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي أطلع نظيره الإيراني، عباس عراقجي، على تفاصيل المحادثات التي أجراها مع وزير الخارجية الأمريكي في السعودية في فبراير. ويبدو أن المفاوضات بين واشنطن وموسكو التي جرت في 18 فبراير بالرياض قد تطرقت أيضًا إلى الملف النووي الإيراني، إلى جانب قضايا أخرى، مثل الوضع في أوكرانيا.
التقارير والمزاعم المتعلقة بالوساطة الروسية:
على الرغم من نفي عباس عراقجي لاحقًا أن يكون لافروف قد نقل أي رسالة أمريكية إلى طهران، إلا أن التقارير الإعلامية قد أفادت بأن موسكو تسعى للعب دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة. وقد انتشرت مزاعم في الإعلام الإيراني تشير إلى أن لافروف قد اقترح على إيران حل مشاكلها مع واشنطن عبر الوساطة الروسية.
وفي سياق متصل، نشر الإعلامي الإيراني علي قلهكي عبر منصة "إكس" منشورًا يتحدث عن أن لافروف نصح إيران بتقديم تنازلات جدية للأمريكيين لحل المشكلات العالقة، مستشهدًا بتنازلات مشابهة قدمتها أوكرانيا في وقت سابق. ورغم أنه لم يصدر تأكيد أو نفي رسمي من المسؤولين الإيرانيين، إلا أن هذه المزاعم قد أثارت العديد من التساؤلات حول نوايا موسكو في التوسط بين الجانبين.
تحليل وتوقعات المستقبل:
المحلل السياسي الإيراني، أحمد زيدآبادي، أشار إلى أن الهدف الرئيسي لموسكو من الوساطة بين إيران وواشنطن هو "منع نشوب حرب أو مواجهة عسكرية بين أمريكا وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى". وأضاف زيدآبادي أن "تحقيق هذا الهدف قد يتطلب من طهران تقديم تنازلات مؤلمة للغاية".
وتابع قائلاً إن "رفض إيران للمبادرة الروسية قد يؤدي إلى عواقب وخيمة"، مشيرًا إلى أن القبول بالمبادرة قد يعزز فرص حل القضايا العالقة بشكل سلمي.