أكدت كل من السعودية ولبنان، في بيان مشترك صدر يوم الثلاثاء، على أهمية تعزيز سيادة الدولة اللبنانية على جميع أراضيها وتوحيد السلاح تحت سلطتها، بالإضافة إلى ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من كافة الأراضي اللبنانية. جاء هذا التأكيد في ختام زيارة الرئيس اللبناني جوزاف عون إلى الرياض، حيث التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وأضاف البيان أن البلدين سلطا الضوء على أهمية "تعزيز التعاون العربي وتنسيق المواقف إزاء القضايا المهمة على الصعيدين الإقليمي والدولي". وفي سياق الزيارة، وجه الرئيس عون دعوة لولي العهد السعودي لزيارة لبنان في المستقبل القريب، حسبما أوردت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
واتفق الجانبان اللبناني والسعودي على البدء بدراسة التحديات التي تحول دون استئناف التصدير من لبنان إلى المملكة، بالإضافة إلى الإجراءات اللازمة للسماح للمواطنين السعوديين بالسفر إلى لبنان. كما أكد البيان على أهمية تحقيق التطبيق الكامل لاتفاق الطائف وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، مع التأكيد على أهمية سيطرة الدولة اللبنانية على أراضيها وحصر السلاح بيدها، مع تعزيز الدور الوطني للجيش اللبناني وضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية.
علاوة على ذلك، تم الاتفاق على أهمية تعافي الاقتصاد اللبناني من أزمته الحالية والبدء في الإصلاحات الضرورية التي تتطلبها الجهات الدولية، بما يتماشى مع مبادئ الشفافية وتطبيق القوانين اللازمة.
تأتي عودة السعودية إلى الساحة السياسية اللبنانية بعد فترة طويلة من الانسحاب، نتيجة التوترات مع حزب الله وتأثيره على القرار اللبناني. وكان عون قد صرح بعد يومين من انتخابه بأن السعودية ستكون وجهته الخارجية الأولى، بعد تلقيه دعوة للزيارة من ولي العهد السعودي.
وحظيت الانتخابات الرئاسية بدعم خمس دول، بما في ذلك السعودية، التي كانت داعماً رئيسياً للبنان لعقود قبل أن يتراجع اهتمامها بسبب التوترات الإقليمية مع طهران. جاء انتخاب عون رئيساً للبلاد في 9 يناير وسط تحولات في ميزان القوى الداخلي، خاصة بعد تراجع دور حزب الله بعد صراعاته الأخيرة مع إسرائيل.
في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تشهدها البلاد منذ خريف 2019، يعتمد لبنان بشكل كبير على دعم دول الخليج، خصوصاً السعودية، للمساعدة على التعافي وإعادة إعمار المناطق المتضررة من حروب سابقة.
غادر الرئيس عون الرياض صباح يوم الثلاثاء متوجهاً إلى القاهرة برفقة وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، للمشاركة في القمة العربية غير العادية التي ستناقش القضية الفلسطينية. وقد أجرى الرئيس اللبناني محادثات مع ولي العهد السعودي حول سبل تعزيز العلاقات بين البلدين قبل مغادرته.