القاهرة – مصر – في خطوة أثارت موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، هاجمت ابنة الشهيد المستشار هشام بركات، النائبة في البرلمان، النجم المصري السابق محمد أبو تريكة بعد تصريحاته الأخيرة حول تبرعه بأمواله لبناء "ستاد الأهلي" الجديد. الهجوم جاء بعد إعلان أبو تريكة عن مبادرته لدعم مشروع بناء الاستاد، وهو ما أثار ردود فعل متباينة على الساحة المصرية، سواء في الأوساط الرياضية أو السياسية.
ابنة الشهيد هشام بركات تهاجم أبو تريكة
في تصريح صحفي، قالت ابنة المستشار هشام بركات: "مواقف محمد أبو تريكة في السنوات الأخيرة تثير الكثير من الجدل، ولا تعكس الروح الوطنية التي ينبغي أن يتحلى بها أي شخص يمثل الشعب المصري في مختلف المحافل". وأضافت قائلة: "نحن لا نحتاج إلى أشخاص يتخذون مواقف معارضة للوطن في وقت حرج، بينما نحن نواجه تحديات كبيرة في الداخل والخارج".
وابنة بركات، التي تعمل كنائبة في البرلمان، كانت قد أبدت اعتراضها في مناسبات سابقة على مواقف أبو تريكة السياسية، التي اعتبرتها "تجاوزات" بحق الوطن. وذكرت أن النجم الرياضي السابق قد كان له مواقف "مريبة" في أعقاب ثورة 25 يناير، إضافة إلى دعمه لبعض الأنظمة السياسية التي كان يُنظر إليها بعين الانتقاد في تلك الفترة.
تعتبر مواقف محمد أبو تريكة السياسية، خاصة بعد اعتزاله كرة القدم، محل جدل مستمر. فمن جهة، يُعتبر أبو تريكة أحد أكثر اللاعبين المحبوبين في تاريخ النادي الأهلي والكرة المصرية بفضل موهبته وإنجازاته الرياضية، إلا أن مواقفه السياسية جعلته عرضة للانتقادات من بعض الأوساط في مصر. وكان أبو تريكة قد دعم بعض الحركات السياسية التي اعتُبرت معارضة للنظام المصري الحالي، وهو ما جعله في موضع تساؤل في بعض الأوقات.
وعلى الرغم من أنه لم يُدلى بتصريحات مباشرة خلال الفترة الأخيرة حول مشروع بناء "ستاد الأهلي"، إلا أن إعلان أبو تريكة عن دعمه لهذا المشروع عبر وسائل الإعلام أثار الكثير من النقاش، خاصة بين المتابعين الذين يربطون بين هذا الإعلان ومواقفه السياسية.
والهجوم الذي شنته ابنة المستشار هشام بركات جاء في وقت حساس، حيث يشعر الكثيرون في مصر بضرورة تجنب أي تصرفات أو تصريحات قد تثير الانقسام السياسي في البلاد.
وفي هذا السياق، أكدت ابنة بركات أن "هناك مواقف سياسية تحتاج إلى مراجعة، ولا بد من وجود التفاف حول الوطن في مواجهة التحديات المختلفة، سواء من داخل أو خارج البلاد".
ومن جهة أخرى، يرى البعض أن الهجوم على أبو تريكة في هذا الوقت يثير التساؤلات حول مدى قدرة الرياضة على الفصل بين الرياضة والسياسة في مصر. ويعكس هذا الصراع الدائم بين مواقف اللاعبين السياسيين وعلاقتهم بالجماهير، حيث يُنظر إلى أبو تريكة كأيقونة رياضية، بينما يرى آخرون أن مواقفه السياسية يمكن أن تكون ضارة في بعض الأوقات.
ومن جانب آخر، لم يمر إعلان أبو تريكة عن تبرعه لبناء "ستاد الأهلي" دون أن يثير العديد من النقاشات بين مشجعي النادي الأهلي وغيرهم من المتابعين؛ فبعض الجماهير أعربوا عن دعمهم للمبادرة، مؤكدين أن أبو تريكة يستحق أن يُحتفى به كأحد أكبر اللاعبين في تاريخ الأهلي، بينما ربط آخرون بين المبادرة والمواقف السياسية لأبو تريكة معتبرين أن هذه المواقف قد تؤثر على مسار المبادرة في المستقبل.