أعلنت وزارة الدفاع التايوانية، اليوم الجمعة، أن تاريخ الحرب العالمية الثانية يبرز أن أي شكل من العدوان والتوسع سينتهي بالفشل، وذلك ردًا على التصريحات الصينية التي تفيد بأن الجزيرة ستقع تحت سيطرة بكين عاجلاً أم آجلاً.

وتعاني تايوان، التي تحظى بنظام ديمقراطي، من تصاعد الأنشطة العسكرية الصينية، حيث تكررت شكاواها بشأن التدريبات العسكرية التي جرت هذا الأسبوع قبالة ساحلها الجنوبي الغربي، والتي وصفتها بكين بأنها "روتينية".

وفي رده على الاستفسارات بشأن المناورات العسكرية السنوية "هان كوانغ" التي ستقوم بها تايوان لاحقًا هذا العام، أكدت وزارة الدفاع الصينية، الخميس، أن تايوان "تشبه فرس النبي الذي يحاول إيقاف عربة" وأعلنت "عاجلاً أم آجلاً سنعيدك".

وأصدرت وزارة الدفاع التايوانية بيانًا أكدت فيه أن الصين قامت مؤخرًا بتصعيد تهديداتها العسكرية، مما أثر سلبًا على الوضع الراهن من حيث الاستقرار الإقليمي، حيث أصبحت الصين أكبر "مثير للمشاكل" في المجتمع الدولي. وأشارت الوزارة إلى أنه "يصادف هذا العام الذكرى الثمانين للحرب العالمية الثانية، وقد أثبت التاريخ أن أي شكل من أشكال العدوان والتوسع سينتهي بالفشل". كما ذكرت أن تصرفات الجيش الصيني في السنوات الأخيرة تكرر أخطاء الغزاة وتدفع الصين نحو الهزيمة.

وأكدت الوزارة أن الجيش التايواني يقوم بتعزيز قواته لحماية السيادة وضمان الحرية والديمقراطية، بالإضافة إلى التعاون من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة. وتتمسك الحكومة التايوانية برفضها مزاعم بكين بشأن السيادة، مشددة على أن الشعب التايواني هو الوحيد القادر على تقرير مصيره.

ويعتبر موضوع الحرب العالمية الثانية والغزو الياباني للصين عام 1937 موضوعًا حساسًا في كل من الصين وتايوان. فقد كانت الحكومة الصينية آنذاك، والتي كانت تعرف بجمهورية الصين، هي التي خاضت معظم المعارك ضد اليابان. وفي عام 1949، هربت الحكومة الجمهورية إلى تايوان بعد هزيمتها أمام الشيوعيين بقيادة ماو تسي تونغ، فيما تقلل بكين اليوم من دور القوات الجمهورية.

هذا الشهر، أفادت وسائل إعلام روسية بأن الرئيس الصيني شي جين بينغ قد قبل دعوة روسيا للمشاركة في احتفالات ذكرى انتصار السوفييت على ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية. وتجدر الإشارة إلى أن تايوان كانت مستعمرة يابانية خلال الحرب، حيث قاتل بعض التايوانيين إلى جانب الجيش الياباني.

وفي سياق منفصل، خلال فعالية في تايبيه لإحياء ذكرى انتفاضة عام 1947 ضد القوات الجمهورية في تايوان، المعروفة بـ "الحادثة 228"، أكد الرئيس لاي تشينغ تي على أن الصين لم تتخلَ عن محاولاتها للسيطرة على تايوان بالقوة. وأضاف أن "التهديد الأكبر لسيادة تايوان وديمقراطيتها يأتي من الصين".