في ظل تصاعد الأزمة السورية وتداعياتها الإنسانية والسياسية على مدار السنوات الماضية، أكدت مصر على إدراكها الكامل لأبعاد وخطورة الوضع في سوريا، وشددت على ضرورة التوصل إلى حل سلمي شامل يضمن استقرار البلاد ويحفظ سيادتها ووحدتها الوطنية. هذا التصريح يأتي في وقت حساس حيث تزداد معاناة الشعب السوري بسبب النزاع المستمر والتدخلات الأجنبية في الشأن السوري.

 وقد عبرت الحكومة المصرية عن قلقها العميق حيال التوترات الأخيرة التي شهدتها الأراضي السورية، مشيرة إلى أن النزاع المستمر قد أسفر عن مآسٍ إنسانية كبيرة وأدى إلى تدمير واسع للمدن والبنى التحتية، مما جعل الوضع أكثر تعقيدًا على الصعيدين السياسي والإنساني. وأكدت مصر أنها تتابع عن كثب التطورات في سوريا وأنها مستعدة لدعم أي جهود دولية من أجل تحقيق السلام وحل النزاع عبر الطرق الدبلوماسية.

  وفي هذا السياق، شددت مصر على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وأكدت أن الحلول العسكرية لن تجلب سوى المزيد من الدمار والفوضى، داعية المجتمع الدولي إلى زيادة الضغط على الأطراف المتنازعة من أجل الجلوس إلى طاولة الحوار والتفاوض. كما نبهت القاهرة إلى أن دعم أي طرف ضد آخر سيزيد من تعقيد الأزمة، ويؤثر سلبًا على استقرار المنطقة ككل.

وتأتي مواقف مصر المبدئية حول الأزمة السورية في وقت حساس، حيث تلعب القاهرة دورًا محوريًا في تعزيز الأمن الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط. كما تواصل مصر دعواتها لوقف التدخلات الأجنبية في الشأن السوري، مع التأكيد على ضرورة دعم جهود الأمم المتحدة الهادفة إلى الوصول إلى تسوية سياسية عبر مفاوضات شاملة بين جميع الأطراف السورية دون استثناء.

وأضافت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها أن مصر تواصل التنسيق مع شركائها في الدول العربية والعديد من القوى الدولية لضمان تعزيز الأمن والاستقرار في سوريا، وضمان عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم في ظل ظروف آمنة ومستقرة. وأشارت إلى أن سوريا بحاجة ماسة إلى دعم إقليمي ودولي لمساعدتها على التعافي من آثار النزاع الطويل.

وقد رحبت بعض الأوساط الدولية بمواقف مصر، معتبرة أن القاهرة يمكن أن تلعب دورًا هامًا في الدفع نحو تسوية سياسية للأزمة السورية في ظل علاقاتها الوثيقة مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.