والدتي تتحمل المسؤولية المالية عني وعن طفلي، وكلما طلبت من زوجي المال يتهرب من دوره كزوج. ومع ذلك، لا يبخل على نفسه ويشتري كل ما يحتاج إليه. وقد قال لي بوضوح: "أهلك أولى بالصرف عليكِ، فأنت تحملين اسم والدك، وعلاقتنا موثقة بورقة، وإن انتهت فلا شيء بيننا." بهذه الكلمات بدأت سيدة، في مطلع العقد الثالث من عمرها، تسرد أسباب رفع دعوى طلاق للضرر ضد زوجها أمام محكمة الأسرة بعد عامين من الزواج.
وأوضحت الزوجة خلال جلسة المحكمة: "تم زواجنا بطريقة تقليدية بعد إنهاء خطوبتي الأولى. لم نتعارف جيدًا خلال فترة تجهيز الزواج، حيث تقابلنا حوالي خمس مرات فقط، ودعاني إلى الغداء مرة واحدة بإحدى المطاعم. وبعد الاتفاق بين والده وعائلتي، تمت الزفاف خلال شهرين."
وأشارت المدعية إلى أنها بدأت تكتشف شخصية زوجها بعد شهر من الزواج، قائلة: "أدركت أنه بخيل، وتأكدت من هذه الصفة حين طلبت منه مرافقتي لطبيب النساء والتوليد بعد معرفتنا بخبر حملي. كان ردّه صادمًا حين قال: ’خلي أمك تيجي معانا وهي اللي تدفع مستحقات الكشف والسونار، ده هيكون أول حفيد لها!‘. شعرت بالصدمة، ولم أكن أتوقع أن يصل بخله لهذه الدرجة. وعندما واجهته برأيي في كلامه، برر تصرفه بأنه كان يمزح وأنني سأشعر بالأمان أكثر بوجود والدتي معي."
وتابعت الزوجة مشيرة إلى تفاصيل حياتهما اليومية: "شجعني على الإقامة عند والدتي بحجة راحتي في الحمل، وكنت في البداية سعيدة بالفكرة. إلا أن مرور الوقت كشف حقيقة نواياه؛ كان يريد التهرب من الإنفاق عليّ بطريقة غير مباشرة. كنا نحضر يومياً لتناول الطعام عند والدتي، وكلما طلبت منه شراء أمور بسيطة مثل الفاكهة أو الجبن كان يتهرب بحجة أن ذلك سيزعج والدتي. شعرت بالإحراج أمام أهلي، وكأن زواجي جعل عبئاً إضافيًا عليهم لأنهم لا يكفون عن دعمي ماليًا."
واستطردت: "بقينا على هذا الحال حتى ولدت طفلي الأول. عندما طلبت منه شراء مستلزمات الطفل رفض أيضًا. حاولت إقناع نفسي بأن عليه ديونًا بسبب تجهيزات الزواج والحفل، وأن قلبه قد يلين تجاه ابنه مع الوقت، لكن الحقيقة أنه لم يتغير مطلقًا. ظل يعاملني وكأنني الرجل المسؤول عن المنزل الذي يجب أن يفي بكل احتياجات الأسرة، خاصة أن أهلي ميسورو الحال ولا يقصرون في شيء أطلبه."
واختتمت الزوجة حديثها قائلة: "توصلت إلى قناعة بعدم استحالة استمرار الحياة معه؛ كل حديثه يدور حول المال والطعام، ولم يفوّت فرصة لطلب المساعدة من أهلي رغم قدرته على تلبية احتياجاتنا. وعندما طلبت الطلاق، اشترط التنازل عن جميع حقوقي، مما اضطرني إلى رفع دعوى طلاق للضرر أمام محكمة الأسرة لإنهاء هذا الوضع."