أليس فايدل، المرشحة عن حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، تمثل وجهًا غير تقليدي لحزب يعارض الهجرة ويغلب عليه الطابع الذكوري، حيث يتبنى الحزب صورة المدافع عن القيم العائلية التقليدية وعموم الناس. تبلغ فايدل من العمر 46 عامًا، وهي تربّي ولديها مع شريكتها السريلانكية، مخرجة الأفلام التي تتحدث الإنجليزية والماندرين بطلاقة، والتي حصلت على درجة الدكتوراه في الاقتصاد في الصين. تعيش هذه المرأة في ألمانيا الغربية، وتترأس حزبًا يعد الأقوى في شرق البلاد سابقًا، ولديها خبرة عمل في بنك جولدمان ساكس وأليانز جلوبال إنفستورز، كما عملت كمستشارة أعمال مستقلة قبل انغماسها في المجال السياسي.

يعتبر المظهر غير المعتاد لفايدل هو ما يمنحها قوة داخل حزب البديل من أجل ألمانيا، كما يوضح المحللون السياسيون، حيث يضفي حضورها طابعًا من الاحترام الليبرالي على حزب يُشتبه في أن له نزعات مناهضة للديمقراطية. وتظهر فايدل في العادة مرتدية بدلة داكنة وقميصًا أبيض، وتزين نفسها باللؤلؤ، مما يجعلها تبدو أكثر توازنًا وكفاءة في القضايا المتنوعة مقارنة ببعض زملائها. بينما يصفها منتقدوها بأنها انتهازية لا ترحم و"ذئب في ثياب حمل".

تتجه فايدل الآن لقيادة الحزب، الذي أُسس قبل 12 عامًا، لتحقيق نتائج تاريخية في الانتخابات الفيدرالية المقررة يوم الأحد، مما سيعزز من مكانته في الساحة السياسية الألمانية وقد يؤدي إلى تعقيد الحكم في أكبر اقتصاد في أوروبا. ويقول أوليفر ليمبكه، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بوخوم، إن "فايدل هي شخصية قادرة على جذب جمهور أوسع من قاعدة حزب البديل، وهو ما يضم الطبقة البرجوازية الوسطى"، مضيفًا "إنها تبدو وكأنها الشخص الناضج في الغرفة بين كل هؤلاء المتطرفين".

بوصفها زعيمة مشاركة لحزب البديل من أجل ألمانيا، ساهمت فايدل في زيادة شعبية الحزب في السنوات الأخيرة، مستفيدة من تصاعد المشاعر المعادية للهجرة والإحباط من الائتلاف الحكومي بقيادة المستشار أولاف شولتس، والذي انهار في نوفمبر. كما استغلت فايدل الغضب الناتج عن سلسلة من حوادث العنف التي شهدتها الحملة الانتخابية، والتي أسفرت عن اعتقالات لمهاجرين.

يبدو أن حزب البديل من أجل ألمانيا يسير على الطريق لتحقيق نسبة قياسية تبلغ 21%، بينما يتصدر المحافظون بـ29%، ويتقدم بفارق كبير عن الحزب الديمقراطي الاشتراكي بزعامة شولتز، الذي حصل على 16% وفقًا لاستطلاعات الرأي. هذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها حزب البديل من أجل ألمانيا مرشحًا لمنصب المستشار، ومع ذلك اعترفت فايدل بأنه من غير المحتمل أن يدخل الحزب الحكومة في الوقت الراهن، نظرًا لرفض الأحزاب الأخرى التعاون معه.

لكن الحواجز قد تبدأ في الانهيار: فقد كسر الزعيم المحافظ فريدريش ميرز، المستشار المقبل لألمانيا، المحرمات المتعلقة بالتعاون غير المباشر مع حزب البديل من أجل ألمانيا الشهر الماضي، حين دعم اقتراحًا معاديًا للهجرة في البرلمان بمساعدة الحزب. ومع ذلك، لا يزال يستبعد تشكيل حكومة مشتركة معهم.

تعتقد فايدل أن المحافظين بحاجة إلى التعاون مع حزب البديل من أجل ألمانيا لتحقيق تغييرات حقيقية، وتتوقع انهيار الحواجز بحلول الانتخابات المقبلة. كما قال نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس في مؤتمر ميونيخ للأمن هذا الشهر، إنه لا مجال للحدود في الديمقراطية بعد لقائه بفايدل.