توجهت سيدة في الأربعين من عمرها برفع دعوى طلاق للضرر ضد زوجها أمام محكمة الأسرة، معللة ذلك بخوفها على مستقبل طفليها من تأثير والدهم، الذي خانها وتمادى في سلوكياته.
وأوضحت السيدة خلال مرافعتها أمام المحكمة أنها تزوجت زواجًا تقليديًا قبل عشرين عامًا، وهي في مقتبل شبابها. كانت تسعى للعثور على الأمان والحب، ظنًا منها أن الزواج هو تلك النهاية السعيدة التي طالما تحدثت عنها الروايات. لكنها اكتشفت لاحقًا أن بعض النهايات السعيدة ليست سوى بدايات لقصص أخرى حزينة. وذكرت أنه في السنوات الأولى من الزواج، حاولت إقناع نفسها بأنها تعيش حياة سعيدة، حتى مع إدراكها لميله إلى التحديق في النساء. كانت تواجهه بذلك، إلا أنه كان يستهزئ بردودها قائلاً: "أنتِ تتوهمين، أنا رجل ولي الحق بأن أعيش حياتي".
وأضافت أنها وزوجها أنجبا طفلين، أحدهما قد تجاوز عامه الـ17 حديثًا. وكانت تظن أن الأطفال سيجعلون زوجها أكثر التزامًا واستقرارًا، لكن خيانته ازدادت فظاظة ولم يعد يحاول إخفاءها. ورغم مشاعر الخيبة التي كانت تقبع تحتها، لم تجد السيدة الجرأة أو القوة الكافية لمواجهته بقرارات حاسمة، ربما لخوفها أو اعتقادها أنها لن تستطيع المضي قدماً بدونه، رغم الأذى الذي ألحقه بها.
وفي لحظة مؤلمة غيّرت مجرى حياتها، حكت السيدة عن الليلة التي واجهت فيها الحقيقة بأبشع صورها. عادت إلى منزلها مبكرًا، لتسمع ضحكات صاخبة تنبعث من الداخل. توجهت إلى الصالة لتجد زوجها جالسًا على الأريكة وبجواره زجاجة خمر وكأس ممتلئ في يده. وما زاد الوضع سوءًا، كان وجود ابنها الجالس بجواره ممسكًا بكأس آخر، يرفعه إلى شفتيه وسط تشجيع والده المستفز. وصفت الشعور الذي انتابها كأنه دلو ماء بارد سُكب عليها فجأة، وكأن كل سنوات صبرها وتحمّلها كانت عبثًا لا معنى له.
صرخت في وجه زوجها باندفاع، لكنه واجهها ببرود وبسخرية قائلاً: "أنتِ تضخمين الأمور بلا داعٍ. الولد كبر وصار رجلاً، يجب أن يعيش حياته ويتعلم، بدل أن يصبح شخصًا بلا قيمة مثلك".