صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هو الشخص الوحيد المخول بالتفاوض مع روسيا لإنهاء الحرب، محذرًا من أن "السلام الذي يأتي من الاستسلام" سيكون "أخبارًا سيئة للجميع"، بما في ذلك الولايات المتحدة، وفقًا لما ذكرته صحيفة فايننشال تايمز يوم الخميس.

وفي مقابلة مع الصحيفة في قصر الإليزيه، قال ماكرون: "السؤال الوحيد في هذه المرحلة هو ما إذا كان الرئيس بوتين مستعدًا بشكل حقيقي ومستدام للموافقة على وقف إطلاق النار. بعد ذلك، يعود الأمر للأوكرانيين للتفاوض مع روسيا."

من جهة أخرى، ناقش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء بشكل منفصل الحرب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزيلينسكي، حيث طلب من المسؤولين الأمريكيين بدء محادثات لإنهاء الصراع المستمر منذ حوالي ثلاث سنوات. جاءت هذه المكالمات الهاتفية بعد أن أخبر وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسث حلفاء أوكرانيا العسكريين في بروكسل بأن العودة إلى الحدود الأوكرانية قبل عام 2014، أي قبل ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، غير واقعية، وأن الولايات المتحدة لا تعتبر انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي جزءًا من الحل.

في هذا السياق، أبدى الأوكرانيون قلقهم يوم الخميس من احتمال أن يكون ترامب على وشك التخلي عن بلادهم بعد مكالمته الهاتفية مع بوتين. وأشار ترامب في تصريحاته للصحفيين من البيت الأبيض إلى أن أوكرانيا ستشارك في أي مفاوضات سلام مع روسيا لإنهاء الحرب.

وأكد ماكرون لصحيفة فايننشال تايمز أن ترامب قد أتاح "نافذة فرصة" للتوصل إلى حل تفاوضي، حيث ينبغي على الجميع لعب دورهم. وذكر أن الأمر متروك الآن لزيلينسكي لمناقشة القضايا المتعلقة بالأراضي والسيادة. كما أضاف: "... إن الأمر يعود للمجتمع الدولي، مع دور خاص للأوروبيين، لمناقشة الضمانات الأمنية، والإطار الأمني الأوسع للمنطقة بأكملها. وهذا هو المكان الذي يجب أن نشارك فيه."

وفي تقرير منفصل، وصف ماكرون عودة ترامب بأنها "صدمة كهربائية" يجب أن تدفع أوروبا إلى تأمين مستقبلها ومستقبل أوكرانيا. كما أبدى ماكرون قلقه بشأن احتمال طرد سكان غزة، مشيرًا إلى أن خطط ترامب المتعلقة بغزة وغرينلاند تمثل أمثلة على "حالة عدم اليقين الاستراتيجي الشديد" التي يعاني منها العالم حاليًا.