قالت إحدى الشركات الاستشارية يوم الأربعاء إن مشتريات الصين من معدات تصنيع الرقائق من المتوقع أن تنخفض خلال هذا العام بعد ثلاثة أعوام من النمو المتواصل، وذلك بسبب مواجهة الصناعة لفائض في الإنتاج إلى جانب قيود أشد نتيجة العقوبات الأمريكية.
ووفقًا لشركة أبحاث أشباه الموصلات الكندية، فقد كانت الصين أكبر مستورد لمعدات تصنيع الرقائق على مستوى العالم خلال العامين الماضيين على الأقل، حيث بلغت قيمة مشترياتها 41 مليار دولار، مما يشكل 40% من المبيعات العالمية بحلول عام 2024. لكن التوقعات تشير إلى انخفاض إنفاق الصين هذا العام إلى 38 مليار دولار، بتراجع نسبته 6% على أساس سنوي. كما يُتوقع أن تتراجع حصة الصين من السوق العالمية إلى 20%، وهو أول انخفاض منذ عام 2021، وفقًا لما صرح به بوريس ميتودييف، أحد كبار محللي تصنيع أشباه الموصلات، خلال ندوة افتراضية.
وأوضح ميتودييف قائلاً: "يمكننا أن نلاحظ بعض التباطؤ في إنفاق الصين بسبب ضوابط التصدير وفائض الطاقة الإنتاجية".
جدير بالذكر أن الصين كانت الدافع الرئيسي للنمو في سوق معدات تصنيع الرقائق عالميًا خلال عامي 2023 و2024، في وقت كان فيه السوق الأوسع يشهد انكماشًا نتيجة انخفاض الطلب على الإلكترونيات الاستهلاكية.
ويُشار إلى أن جزءًا كبيرًا من مشتريات الصين كان مدفوعًا برغبتها في تخزين المعدات تحسبًا للعقوبات الأمريكية، التي تسعى إلى تقويض قدرة بكين على الحصول على التكنولوجيا اللازمة لإنتاج رقائق يمكن استخدامها لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي للتطبيقات العسكرية أو تهديد الأمن القومي الأمريكي.
ورغم هذه الضغوط، تمكنت الشركات الصينية في صناعة الرقائق من تحقيق تقدم ملحوظ. فقد أطلقت أكبر شركة لتصنيع الرقائق في الصين مشروعًا جديدًا، وذلك برغم فرض الولايات المتحدة عقوبات مشددة عليها. كما نجحت شركة هواوي العام الماضي في تصنيع شريحة متقدمة باستخدام تقنيات تتسم بالتكلفة الباهظة والجهود المضنية، وذلك في تحدٍ للعقوبات الأمريكية.