سجلت أسعار الذهب مستويات قياسية، فيما ارتفع الدولار وتراجعت الأسهم اليوم الثلاثاء، في وقت يترقب فيه المستثمرون تطورات جديدة في السياسة التجارية الأمريكية واستماعهم إلى تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي، جيروم باول، بشأن الرسوم الجمركية والتضخم.

من ناحية أخرى، استمرت أسعار النفط في التعافي بشكل ملحوظ؛ حيث تجاوزت العقود الآجلة لخام برنت حاجز 76 دولارًا للبرميل. أما العقود الآجلة للأسهم الأوروبية فقد شهدت استقرارًا، في حين انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية بمقدار 0.2%.

وفي تطور جديد يتعلق بالرسوم الجمركية، قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين برفع التعريفات على واردات الصلب والألومنيوم إلى 25%، ما ساهم في ارتفاع أسعار أسهم شركات تصنيع الصلب الأمريكية. وأشار ترامب إلى إمكانية الإعلان عن تعريفات متبادلة جديدة خلال الأيام المقبلة، لكنه أوضح أيضًا أنه يدرس إعفاء أستراليا من تلك الرسوم بعد مكالمة هاتفية مع رئيس وزرائها، وهو ما يعكس توقعات المستثمرين بأن هذه الإجراءات مرنة وقابلة للتفاوض.

وفي المقابل، دخلت الرسوم الجمركية الانتقامية التي فرضتها الصين على الطاقة وبعض السلع الأمريكية حيز التنفيذ يوم الاثنين. ومع ذلك، سجل مؤشر "هانغ سينغ" في هونغ كونغ أعلى مستوياته خلال أربعة أشهر، وسط تفاؤل المستثمرين بإمكانية الوصول إلى تسوية تجارية نهائية. ورغم أن المؤشر تراجع بنسبة 0.4%، إلا أنه حقق مكاسب تجاوزت 12% خلال شهر، مدفوعًا بحماس الأسواق تجاه قطاع الذكاء الاصطناعي وأسهم شركات تصنيع الرقائق. أما الأسهم في البر الرئيسي للصين فقد شهدت انخفاضات طفيفة.

وحول هذه المستجدات، صرح براشانت بهاياني، كبير مسؤولي الاستثمار في آسيا لدى بنك "بي إن بي باريبا لإدارة الثروات"، بأن المستثمرين يرون أن ترامب بطبيعته كرجل أعمال قد يميل إلى إبرام صفقات في نهاية المطاف، مما يفسر استجابة الأسواق المتزنة لهذه التحركات.

على صعيد آخر، لعبت أسهم السيارات الكهربائية دورًا بارزًا في تحركات سوق هونغ كونغ، حيث وصلت إلى مستويات قياسية مدفوعة بالإعلان عن توفير ميزات القيادة الذكية بشكل مجاني لمعظم السيارات الكهربائية، والتي تبدأ أسعارها من حوالي 9555 دولارًا. في المقابل، شهدت أسهم بقية الشركات في القطاع تراجعًا كبيرًا.

وفيما يخص الذهب، قفزت أسعاره إلى مستويات غير مسبوقة، متجاوزة 2942 دولارًا للأونصة بزيادة بلغت 63% منذ انخفاضها إلى 1809.50 دولارًا للأونصة في 23 أكتوبر 2023. وعلق شين أوليفر، رئيس استراتيجية الاستثمار في سيدني، بأن هذا الارتفاع المستمر يعود إلى مزيج من عمليات الشراء المكثفة من البنوك المركزية بهدف تنويع الاحتياطيات بعيدًا عن الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن وسط حالة عدم اليقين، ووجود زخم إيجابي قوي يدفع المزيد من المستثمرين نحو شراء المعدن النفيس.

في سوق العملات: تراجع اليوان الصيني إلى مستوى أقل من 7.3 لكل دولار، حيث تم تداوله عند 7.3042 يوم الثلاثاء. أما الدولار الأسترالي فقد استقر عند مستوى 0.6278 دولار أمريكي.