مدينة كورتينا دامبيزو، أحد أبرز منتجعات التزلج على الجليد في إيطاليا، تستعد لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2026، وهو حدث يعيد الألعاب إلى أحد مواقعها الأوروبية التاريخية لأول مرة منذ أكثر من عقدين. وبينما يستمتع الزوار بالمناظر الخلابة للدولوميت والمتزلجون بمساراتها الشهيرة، يعمل طواقم البناء على قدم وساق للانتهاء من تجهيز المركز المنزلق قبل الموعد النهائي المحدد في مارس المقبل، حيث سيجري الرياضيون اختباراتهم الأولى على المنشأة الجديدة.

يُعد الانتهاء من هذا المركز، الذي سيستضيف مسابقات رياضتي البوب والزحافات الثلجية، من التحديات الكبرى التي تواجه المنظمين. إلى جانب ذلك، يفرض تغير المناخ تحديًا كبيرًا يتمثل في ندرة الثلوج الطبيعية، مما يزيد من الأعباء التنظيمية للاستعداد لهذا الحدث الشتوي العالمي.

تمثل كورتينا ومدينة ميلانو، الواقعة على بُعد أكثر من 400 كيلومتر منها، المركزين الرئيسيين للألعاب التي ستُقام خلال الفترة من 6 إلى 22 فبراير 2026. إضافة إلى ذلك، سيتم استخدام خمسة ملاعب أخرى، مع اختتام الألعاب بحفل سيُقام في مدينة فيرونا التاريخية.

رغم القلق الذي أُثير حول احتمال نقل مسابقة التزلج إلى بحيرة بلاسيد في الولايات المتحدة، والتي تُعتبر مركزًا مرموقًا لهذه الرياضة وتم تصنيفها كخيار احتياطي للمسافات الطويلة، أكد جيانلوكا لورينزي، عمدة كورتينا، أن الأمور تسير كما هو مخطط لها. وقال لورينزي: "هناك خطط احتياطية لكل شيء، ولكن... اعتبارًا من اليوم، لم تعد هناك خطة بديلة لسباقات البوب. تم التأكيد على أن المركز المنزلق سيتم بناؤه هنا". وأضاف: "ليس لدي أي قلق... فقد أكد الفنيون أن المركز سيكون جاهزًا في الوقت المحدد".

وشددت اللجنة الأولمبية الدولية على تصريحات العمدة في الأسبوع الماضي، موضحة أن المشروع يسير وفق الجدول الزمني المحدد وسيكتمل في الوقت المطلوب. ومن الجدير بالذكر أن اللجنة الأولمبية الدولية كانت قد اقترحت سابقًا استخدام منشآت قائمة في كل من النمسا أو سويسرا المجاورتين، لكن الحكومة الإيطالية وإقليم فينيتو اختارا في نهاية المطاف إعادة بناء مسار يوجينيو مونتي التاريخي في كورتينا بالكامل.

بهذا النهج، تسعى كورتينا دامبيزو إلى تقديم دورة أولمبية شتوية تبقى في الأذهان، مع تصميمها على توفير منشآت تليق بمستوى الحدث ورغبتها في الحفاظ على إرثها الرياضي العريق.