شهدت المنطقة الجنوبية من لبنان تصعيدًا ملحوظًا خلال الساعات الأخيرة، حيث ارتفع عدد القتلى جراء الهجمات التي نفذها الجيش الإسرائيلي على عدة قرى وبلدات قريبة من الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وأفادت وزارة الصحة اللبنانية أن الهجمات أسفرت عن مقتل 17 شخصًا، من بينهم نساء وأفراد من الجيش، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 80 آخرين بجروح متفاوتة. وأشارت الوزارة إلى أن هذه الأرقام قد تكون قابلة للزيادة مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ.
علنت وزارة الصحة في بيانها أن حصيلة القتلى شملت امرأتين وجندياً من الجيش اللبناني، إلى جانب وقوع إصابات بين العديد من المدنيين نتيجة إطلاق النار العشوائي الذي طال مناطق متعددة في جنوب لبنان. هذه الأحداث تزامنت مع الجهود التي بذلها السكان للعودة إلى بلداتهم رغم استمرار الحصار الإسرائيلي. من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان بأنه استهدف عدداً من الأشخاص الذين وصفهم بـ"المشبوهين" في المناطق الحدودية، بعد اقترابهم من مواقع عسكرية إسرائيلية. كما أشار البيان إلى اعتقال عدد منهم بعدما تبين أنهم يُشكلون تهديداً حقيقياً. وذكر الجيش الإسرائيلي أيضاً أن عملياته مستمرة في جنوب لبنان، مع التأكيد على التزامه بالتفاهمات القائمة بين الجانبين الإسرائيلي واللبناني.
في ذات السياق، شددت الأمم المتحدة في بيان مشترك صادر عن المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان ورئيس بعثة يونيفيل (قوة الأمم المتحدة المؤقتة) على أن الأوضاع الراهنة في المنطقة لا توفر الظروف الملائمة لعودة آمنة للسكان إلى بلداتهم الممتدة على طول الخط الأزرق. البيان أشار إلى أن النازحين ما زالوا يواجهون تحديات كبيرة تتمثل في العودة وإعادة الإعمار، داعيًا إياهم إلى التحلي بالحذر. كما أكدت المنظمة الدولية أن انتهاء المهلة المحددة لانسحاب القوات الإسرائيلية لم يؤدِّ إلى تحسين الأوضاع، إذ إن استمرار وجود الجيش في المنطقة يزيد من تعقيدات الوضع الإنساني. الأمر يستدعي استجابة دولية فورية لدعم جهود إعادة الاستقرار وتقديم المساعدات الضرورية للمجتمعات المتضررة.