واشنطن - تولى دونالد ترامب منصبه مؤخرًا، وخلال خمسة أيام فقط، أظهر كفاءة وسرعة في فرض إرادته على العاصمة الأمريكية، مما يعكس حقيقة أن وعود حملته الانتخابية، حتى الأكثر تطرفًا منها، لم تكن مجرد مبالغات. لقد بدأ الرئيس الجمهوري خطوات جادة نحو إعادة تشكيل البيروقراطية الفيدرالية التي يعتقد أنها كانت معادية له خلال فترة رئاسته السابقة (2017-2021)، حيث قام بإعادة تعيين أو فصل المئات من الموظفين المدنيين بشكل متزامن عبر عدد من الوكالات.
لم يتردد ترامب في إرسال قواته العسكرية إلى الحدود الجنوبية وقام بإقالة رئيس خفر السواحل الأمريكي، متحديًا بذلك عقودًا من الفهم الدستوري من خلال إصدار سلسلة من الأوامر التنفيذية الشاملة، بلغ عددها 26 أمرًا تم توقيعها خلال ساعات من توليه الرئاسة. هذه الأوامر شملت مجموعة واسعة من القضايا، من اللوائح البيئية إلى شروط المواطنة الأمريكية. وفي خطوة جديرة بالملاحظة، أصدر عفوًا عن حوالي 1500 من مؤيديه الذين شاركوا في الهجوم على مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 يناير 2021، وهو حدث يعتبر رمزًا للديمقراطية الأمريكية.
قارن بعض حلفاء ترامب هذه الحملة المفاجئة بالصدمات التي تثيرها عمليات القوات الخاصة، مشيرين إلى أنها كانت مفاجئة للعمال الفيدراليين والنقابات وجماعات الضغط، وحتى وسائل الإعلام. ويرجع الفضل في هذا النجاح السريع إلى التخطيط المكثف الذي قام به الحلفاء المحافظون خلال السنوات التي قضاها ترامب بعيدًا عن المنصب، حيث عملوا على تطوير استراتيجيات سياسية دقيقة تتيح له الانطلاق منذ اليوم الأول.
من جهة أخرى، يعبّر معارضو ترامب عن قلقهم من أن جهوده تمثل تشويهاً للدستور الأمريكي، حيث يوسع صلاحيات السلطة التنفيذية بشكل يتجاوز الحدود المسموح بها. كما يعبرون عن مخاوفهم من أن هذه التحركات الافتتاحية تكشف عن عدم اهتمام ترامب بتوحيد البلاد.