تستخدم السلطات السورية الجديدة التعاليم الإسلامية في تدريب قوة شرطة جديدة، وهو إجراء يهدف، كما يقول الضباط، إلى تعزيز القيم الأخلاقية لدى المتدربين، في وقت يتعجلون فيه لملء الفراغ الأمني الناتج عن تفكيك أجهزة الأمن الفاسدة والعنيفة التي كان يرأسها بشار الأسد المخلوع.

حسب ما أظهرته المعلومات من خمسة ضباط كبار واستمارات التقديم التي اطلعت عليها رويترز، فإن رجال الشرطة الذين تم جلبهم إلى دمشق من معقل التمرد في منطقة إدلب شمال غرب البلاد يتطلعون إلى معرفة معتقدات المتقدمين، وتركز برامج التدريب القصيرة التي يقدمونها على الشريعة الإسلامية.

قال آرون لوند، الباحث في مؤسسة سنتشري إنترناشيونال المهتمة بقضايا الشرق الأوسط، عند سؤاله عن تقرير رويترز: "هناك العديد من السوريين الذين قد يعتبرون هذا الأمر مقلقاً، ولست أقصد فقط الأقليات مثل المسيحيين والعلويين والدروز، بل أيضاً الكثير من المسلمين السنة في مناطق مثل دمشق وحلب، حيث يعيش عدد كبير من السكان العلمانيين من خلفيات عرقية متنوعة الذين لا يهتمون بتطبيق الشريعة".

كما أشار دبلوماسي، لم يُصرح له بالحديث علانية، إلى أن الأسس الدينية التي يستند إليها تدريب الشرطة تجعل الحكومات الغربية تتساءل عن الدور المتوقع للإسلام في الدستور السوري، الذي تعتزم الفصائل المتمردة السابقة مراجعة مواده. وأفاد الدبلوماسي لرويترز قائلاً: "هذه ليست إشارة إيجابية، ولكن الأمر يعتمد أيضاً على مدى صرامة تطبيق تلك المبادئ".

في سياق متصل، سعى أحمد الشرع، الزعيم الفعلي لسوريا، إلى طمأنة المسؤولين الغربيين والدول في الشرق الأوسط القلقين من الحركات الإسلامية في البلاد، مؤكداً أن فصيله قطع علاقاته السابقة بتنظيم القاعدة، وانه سيحكم باعتدال مع الحفاظ على حقوق الأقليات.