بينما يسعى الكثير من دول العالم للحد من اعتمادها على الوقود الأحفوري، تواصل دول غرب البلقان مواجهة مستويات مرتفعة بشكل مزمن من التلوث، نتيجة استخدام التدفئة المنزلية التقليدية، والمحطات القديمة التي تعمل بالفحم، ووجود سيارات قديمة، بالإضافة إلى نقص التمويل اللازم لمعالجة هذه المشاكل.
وفقاً لمواقع تعنى بمتابعة جودة الهواء عالميًا، تصدرت مدن صغيرة نسبيًا مثل بلغراد، عاصمة صربيا، وسراييفو، عاصمة البوسنة، قوائم التلوث اليومية في مختلف أنحاء العالم بشكل متكرر. وهذا الأمر يحمل تداعيات صحية باهظة الثمن، ويشكل خطرًا على فرص هذه البلدان في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، الذي يفرض معايير صارمة فيما يتعلق بالانبعاثات. وكان ميركو بوبوفيتش، مدير معهد الطاقة المتجددة والتنظيم البيئي في بلغراد، قد أشار إلى عدم توفر الموارد الكافية في المنطقة للحد من تلوث الهواء.
بالمقابل، شهدت دول الاتحاد الأوروبي انخفاضًا بنسبة تقارب 40% في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري منذ عام 1990، وهو ما يعود إلى اعتماد الطاقة المتجددة، حسبما ورد في تقرير المفوضية الأوروبية الصادر في نوفمبر. وقد تعهدت دول غرب البلقان بخفض انبعاثات الكربون، إلا أن التحديات الاقتصادية قد أعاقت هذا المسار. ومن الملاحظ أن كوسوفو، والتي تُعتبر واحدة من أفقر دول أوروبا، تعتمد بشكل كامل تقريباً على الفحم لتوليد أكثر من 90% من طاقتها. ويقدر البنك الدولي أن التحول نحو اقتصاد يعتمد على مصادر طاقة نظيفة سيحتاج إلى استثمار يصل إلى 4.5 مليار يورو.