قضت محكمة جنح فرشوط في محافظة قنا، بمعاقبة طبيب جراحة بالسجن لمدة سنة وكفالة مالية قدرها ألف جنيه، بعد إدانته بتهمة الإهمال الطبي، وتعود تفاصيل القضية إلى يناير 2024م عندما وقع حادث طبي مأساوي تمثل في نسيان الطبيب فوطة طبية داخل بطن مريضة عقب إجراء عملية جراحية في مركزه الطبي الخاص بمركز فرشوط.
تفاصيل الحادث
الحادث وقع في يناير من العام الماضي، حينما قام الطبيب بإجراء عملية استئصال مرارة لمريضة داخل مركزه الطبي الخاص في منطقة فرشوط. وبعد إجراء العملية الجراحية، تم اكتشاف أنه تم نسيان فوطة طبية داخل بطن المريضة، مما أسفر عن حدوث مضاعفات صحية شديدة لها. وقد وجهت جهات التحقيق للطبيب تهمة الإهمال الطبي، الذي نتج عنه وفاة السيدة التي كانت قد خضعت للعملية.
تطورات التحقيقات
بعد الحادث، تم فتح تحقيق موسع في الواقعة، حيث تم فحص جميع الإجراءات التي تمت خلال العملية الجراحية، بالإضافة إلى تقارير الفحوصات الطبية التي أكدت وجود الفوطة داخل جسم المريضة. وتبين من التحقيقات أن الطبيب لم يتخذ الإجراءات الكافية للتأكد من سلامة المريضة بعد العملية، مما أدى إلى تعرضها لمضاعفات صحية خطيرة أدت في النهاية إلى وفاتها.
حكم المحكمة
وبعد استعراض الأدلة والشهادات في المحكمة، قضت محكمة جنح فرشوط بحبس الطبيب لمدة سنة، مع فرض كفالة مالية قدرها ألف جنيه، وأوضح القاضي أن الحكم جاء بعد تأكيد حدوث إهمال طبي من قبل الطبيب، الذي فشل في اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة المريضة بعد العملية، واعتبرت المحكمة أن هذا الإهمال تسبب في وفاة السيدة نتيجة لمضاعفات ناتجة عن وجود جسم غريب داخل جسمها بعد العملية.
تداعيات الحكم
تعتبر هذه القضية من القضايا الهامة في مجال الإهمال الطبي، حيث تثير الجدل حول مدى مسؤولية الأطباء والمستشفيات في الحفاظ على حياة المرضى وسلامتهم أثناء وبعد العمليات الجراحية، كما أن الحكم يأتي في وقت حساس، حيث تواصل الجهات القضائية والأطباء في مصر العمل على ضبط المعايير الطبية والحد من الأخطاء الطبية التي قد تؤدي إلى فقدان الأرواح.
ومن جانب آخر، يثير الحادث تساؤلات حول ضرورة تعزيز الرقابة والتفتيش على المنشآت الطبية الخاصة، لضمان التزامها بكافة معايير الجودة والسلامة الطبية، وتقديم الخدمات الصحية بشكل آمن.