على مدى عدة أشهر، قامت أوكرانيا بشن هجمات ضد آلاف الجنود الروس في مدينة بوكروفسك على خط المواجهة، مستغلة الطائرات الصغيرة المُسيّرة المحمّلة بالقنابل لإبطاء تقدم قوة روسية متفوقة عدديًا.

ومع ذلك، بدأت القوات الروسية بالتقدم ببطء في هجومها الصيفي الذي نجح في اختراق نقاط الضعف في دفاعات أوكرانيا. وقد شهد الأسبوع الماضي دخول بعض الجنود الروس إلى المدينة لأول مرة، وذلك وفقًا للقطات تم نشرها على قنوات عبر تطبيق تيليغرام الأوكرانية والروسية.

لقد كان نجاح الجنود الأوكرانيين في صد محاولة العدو للاستيلاء على بوكروفسك منذ العام الماضي يمثل أحد الأهداف العسكرية الجوهرية لموسكو. لكن المدينة تعرضت لأضرار جسيمة، حيث فرّ جميع سكانها البالغ عددهم 60 ألف نسمة، باستثناء بضع مئات.

تقع بوكروفسك فوق احتياطات ضخمة من الفحم الكوك، وكانت تلعب دورًا حيويًا في خطوط الإمداد العسكرية الأوكرانية في الشرق حتى اقتربت القوات الروسية منها. وأشار القائد العسكري الأوكراني أوليكساندر سيرسكي إلى أن جبهة بوكروفسك تمثل الأكثر نشاطًا في النزاع، حيث تم حشد حوالي 111 ألف جندي روسي هناك ضمن الهجوم الصيفي.

بدأت القوات الروسية محاولاتها للاستيلاء على بوكروفسك في مطلع العام الماضي، حيث نفذت هجمات أمامية ثم حاولت لاحقًا تطويق المدينة، التي تُعرف في روسيا باسم كراسنوارميسك، وهو الاسم الذي يرمز إلى الحقبة السوفيتية.

وذكر المتحدث باسم الإدارة العسكرية المسؤولة عن بوكروفسك، فيكتور تريهوبوف، أن أوكرانيا تمكنت من إبطاء تقدم القوات الروسية هذا الربيع من خلال نشر وحدات ذات خبرة، وزرع حقول ألغام وحواجز دفاعية، فضلاً عن مضايقة القوات الروسية بتكثيف استخدامها للطائرات المسيرة.

وقال أحد الجنود في وحدة المدفعية، المعروف باسم فوجاك ويخدم في جبهة بوكروفسك، إن الروس لم يتوقفوا عن محاولاتهم للتقدم، لكن القوة الأوكرانية كانت قادرة على التصدي لهم بشكل فعّال.

ومع مرور الوقت، تسارعت وتيرة العمليات الروسية، حيث قامت بتكييف وتوسيع استخدام الطائرات المسيرة في أسلوبها القتالي. وصرّح المحلل مايكل كوفمان أن روسيا استفادت من التجارب المستفادة، مما ساعدها في دفع القوات الأوكرانية بعيدًا عن منطقة كورسك، حيث طورت استخدامها للطائرات المسيرة المزودة بكابلات الألياف الضوئية، التي لا يمكن عرقلة إشاراتها بواسطة أجهزة التشويش الإلكترونية المستخدمة من قبل الجانبين ضد الطائرات التقليدية.

تسارعت وتيرة التقدم بعد أن تمكنت روسيا من السيطرة على طريق سريع في مايو يربط بوكروفسك بمدينة كوستيانتينيفكا، وهي واحدة من "المدن الحصينة" في شرق أوكرانيا.