دخلت إسبانيا البطولة مرشحة قوية للفوز، حيث توقع الكثيرون أن تضيف لقب بطولة أوروبا للسيدات إلى إنجازاتها السابقة في كأس العالم ودوري الأمم الأوروبية. إلا أن خسارتها المؤلمة أمام إنجلترا بركلات الترجيح يوم الأحد، وسط سيطرتها على مجريات المباراة، جعلتها تبحث عن أسباب وحلول.
بعد تحقيقها خمسة انتصارات متتالية، بدت إسبانيا قادرة على تقديم أداء متميز، لكن لم تتمكن من كسر عزيمة إنجلترا. انتهت المباراة بالتعادل 1-1 بعد الوقت الإضافي، قبل أن تخسر إسبانيا 3-1 بركلات الترجيح.
كانت إسبانيا تستحوذ على الكرة بشكل مهيمن في معظم مباريات البطولة، مما جعل الوصول إلى النهائيات يبدو أمراً شبه مضمون، حيث تمكنت من تسجيل هدف مبكر بعد 25 دقيقة في مواجهة إنجلترا.
ومع ذلك، ومع تسجيل أليسيا روسو هدف التعادل، عانت إسبانيا من التراجع حتى الوقت الإضافي. ورغم استئناف السيطرة على المباراة خلال هذا الشوط، إلا أنها لم تتمكن من تسجيل هدف يضمن لها الفوز.
وقال مدرب إسبانيا، مونتسي تومي: "كان منتخب إنجلترا يعتمد كثيراً على التمريرات الثانية، ولم ننجح في استغلالها، مما جعل الأمور أكثر صعوبة". وأضاف: "في الوقت الإضافي، استعدنا الكرة وتمكنا من خلق بعض الفرص الهجومية، ولكن ذلك لم يكن كافياً لتفادي ركلات الجزاء".
وكانت هناك دلالات تنذر بالمخاطر خلال مباريات إسبانيا في دور المجموعات، حيث استقبلت أهدافاً سهلة أمام بلجيكا وإيطاليا. ورغم إحرازها 14 هدفاً، بدا هجومها ضعيفاً في فترات مختلفة، فقد كانت تستحوذ على الكرة لكنها لم تشكل تهديداً حقيقياً.
نجحت إسبانيا في الفوز على سويسرا في دور الثمانية دون تقديم أداء ملحوظ، واحتاجت إلى هدف متأخر من إيتانا بونماتي لتتجاوز ألمانيا في نصف النهائي بفوز مريح ولكنه لم يكن مقنعاً.
وطورت الفرق الخمسة التي واجهتها إسبانيا قبيل النهائي نموذجاً شكل تحدياً أمام إنجلترا، حيث نجحت في الدفاع بقوة حول منطقة جزائها، واستغلت الفرص المتاحة للضغط على الإسبان في الهجمات المرتدة.
أمام هذا الإصرار والانضباط الدفاعي الإنجليزي، حاولت إسبانيا تغيير نقاط هجومها مراراً، لكنها وجدت نفسها في كثير من الأحيان في مواقف معقدة، حيث انشغلت بالتمرير دون وجود فكرة واضحة.
قالت إيرين باريديس، قائدة الفريق الإسباني: "لقد كانت لدينا لحظات رائعة، ولكننا لم نستغل الفرص". وأضافت: "كانت إنجلترا راضية بالوصول إلى ركلات الترجيح، لكننا لم نكن جيدين في تلك اللحظات. لكي تكون بطلاً، تحتاج إلى بعض الحظ، وأعتقد أنهم كانوا محظوظين".
في المقابل، حظيت إنجلترا بدعم الحظ. في إعادة لمباراة نهائي كأس العالم 2023، التي خسرتها إنجلترا بنتيجة 1-0، أظهرت الروح القتالية التي لا تعرف الاستسلام، وهذا ما يحتاجه الإسبان لتقليده إذا أرادوا التتويج كبطل لأوروبا.