الكاتبة : آية عادل
في تصعيد جديد للتوترات الجيوسياسية في آسيا، وجهت الصين تحذيرًا شديد اللهجة إلى الولايات المتحدة أمس السبت، مطالبة إياها بعدم "اللعب بالنار" فيما يخص قضية تايوان. يأتي ذلك ردًا على تصريحات وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث خلال منتدى أمني في سنغافورة، والتي اتهم فيها الصين بالتحضير لاستخدام القوة العسكرية لتغيير ميزان القوى في المنطقة.
احتجاج رسمي من بكين
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان رسمي إنها قدمت "احتجاجات رسمية" إلى الجانب الأميركي، معربة عن "أسفها الشديد" إزاء تصريحات هيغسيث. وأكدت بكين أن قضية تايوان شأن داخلي لا يجوز لأي دولة التدخل فيه، محذرة من أن استخدام تايوان كورقة ضغط سياسية يُعد مقامرة محفوفة بالمخاطر.
اتهامات متبادلة ومخاوف من المواجهة
هيغسيث صرح بأن الجيش الصيني يتدرب فعليًا على اجتياح تايوان، متعهدًا بأن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب حلفائها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. كما اتهم بكين بممارسات عدوانية في بحر الصين الجنوبي، مشيرًا إلى تحويل أراضٍ متنازع عليها إلى مواقع عسكرية، رغم رفض محكمة دولية سابقًا للمطالب الصينية.
من جهتها، نفت الصين أي مساس بحرية الملاحة البحرية، وأكدت أنها ملتزمة بـ"حماية سيادتها الإقليمية" وفقًا للقانون الدولي. وقال متحدث باسم الخارجية الصينية إن الولايات المتحدة هي من "تحوّل المنطقة إلى برميل بارود" من خلال تعزيز وجودها العسكري في المياه المتنازع عليها.
تدريبات عسكرية واختبارات حصار
وتواصل الصين إجراء تدريبات عسكرية تحاكي فرض حصار على تايوان، وهي جزيرة ذات حكم ذاتي تؤكد بكين أنها جزء لا يتجزأ من أراضيها. وقد أعلنت الحكومة الصينية سابقًا عن هدفها بأن يكون جيشها مستعدًا للاستيلاء على تايوان بالقوة بحلول عام 2027، وهو ما يراه محللون هدفًا استراتيجيًا طموحًا أكثر من كونه تهديدًا وشيكًا بالحرب.
اعتراض أوروبي ورسائل أميركية للحلفاء
في سياق متصل، اعترضت "كايا كالاس" ممثلة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي على تصريحات هيغسيث التي دعا فيها الدول الأوروبية للتركيز على أمنها الإقليمي وترك منطقة المحيطين الهندي والهادئ للولايات المتحدة. وأكدت كالاس أن الأمن الأوروبي والآسيوي باتا مترابطين بشدة، خاصة في ظل دعم الصين لروسيا وتورط كوريا الشمالية في الصراع الروسي الأوكراني.
بدوره، شدد وزير الدفاع الأميركي على ضرورة رفع الحلفاء لإنفاقهم الدفاعي واستعداداتهم العسكرية، مؤكدًا أن "الولايات المتحدة لا ترغب في خوض هذا الصراع وحدها"، وأضاف: "شراكاتنا القوية هي ميزتنا الاستراتيجية الرئيسية، والصين تدرك جيدًا ما يمكننا تحقيقه بشكل جماعي إذا أحسنا استثمار هذه القوة".
دعم أسترالي للموقف الأميركي
ورحب وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارلز بتصريحات هيغسيث، مؤكدًا أن وجود الولايات المتحدة ضروري لتحقيق توازن قوى فعال في المنطقة. وقال: "لا يمكننا ترك الأمر للولايات المتحدة وحدها. علينا أن نقوم بدورنا أيضًا".