الكاتبة : آية عادل

يعيش الوسط الثقافي المصري والعربي حالة من القلق والتضامن، بعد الإعلان عن تدهور الحالة الصحية للكاتب والروائي الكبير صنع الله إبراهيم، أحد أبرز رموز السرد العربي الحديث، الذي نُقل إلى غرفة العناية المركزة بمستشفى "صحة العقاد" بمدينة نصر، إثر إصابته بالتهاب رئوي حاد استدعى وضعه على جهاز تنفس صناعي.

وفيما تتابع وزارة الثقافة المصرية تطورات الحالة عن قرب، أكّد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أنه أجرى اتصالًا مباشرًا بالفريق الطبي المشرف على العلاج، وأوضح في بيان صحفي أن الوزارة على تواصل دائم مع وزارة الصحة لضمان نقله إلى مستشفى حكومي مجهز بشكل أفضل حال استقرار حالته الصحية، بما لا يُعرضه لأي مضاعفات إضافية.

وقال الوزير: "الدولة المصرية لا تتأخر في دعم رموزها الثقافية والفكرية، وصنع الله إبراهيم يمثل قامة أدبية رفيعة، وضميرًا إبداعيًا للأمة".

وأشار إلى أنه تم توجيه تخصيص غرفة طبية مجهزة بالكامل لاستقبال الكاتب فور التأكد من إمكانية نقله، مع متابعة دقيقة للتقارير الطبية المتلاحقة.

المثقفون يطالبون برفع التغطية التأمينية لرموز الأدب

من جانبهم، طالب عدد من الكُتّاب والمثقفين المصريين بضرورة رفع سقف التغطية التأمينية للحالات المرضية الحرجة، خصوصًا لأعضاء اتحاد الكُتّاب المؤسسين الذين أسهموا بشكل مباشر في تأسيس الكيان الثقافي، مشددين على أن ما يمر به صنع الله إبراهيم يجب أن يكون جرس إنذار لإصلاح نظام الرعاية الصحية للرموز الثقافية.

وقالت الكاتبة هدى حسين في منشور لها: "صنع الله إبراهيم لا يمثل فقط روائيًا، بل يمثل الذاكرة الأدبية والسياسية والاجتماعية لعقود من التحولات المصرية والعربية".

موجة تضامن واسعة على السوشيال ميديا

وقد اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي موجة تضامن إنسانية واسعة مع الكاتب الكبير، حيث عبّر المئات من الأدباء والنشطاء والنقاد عن أمنياتهم له بالشفاء العاجل، مؤكدين أن "صوته الإبداعي لا يزال حيًا ومؤثرًا في ضمير الأمة".

وغرد الكاتب بلال فضل قائلًا: "صنع الله إبراهيم ليس فقط روائيًا بارعًا، بل هو مؤرخ مهمش لزمن الارتباك المصري. تعلّمنا من كلماته معنى المقاومة الصامتة".

من هو صنع الله إبراهيم؟

يُعد صنع الله إبراهيم (مواليد 1937) أحد أهم الروائيين المصريين والعرب في النصف الثاني من القرن العشرين. تميزت أعماله بمزج فني فريد بين السرد والتوثيق، حيث كتب عن قضايا الحرية، السلطة، الرقابة، الفقر، والتحولات السياسية والاجتماعية.

ومن أبرز أعماله:

• ذات

• اللجنة

• الورّاق

• شرف

• العمامة والقبعة

• يوميات الواحات (توثيق لتجربته في الاعتقال السياسي)

اشتهر بموقفه الثابت تجاه قضايا الحرية ورفضه لجوائز الدولة، ومنها جائزة الرواية العربية عام 2003، التي رفض تسلّمها احتجاجًا على السياسات الرسمية.