الكاتبة : أمل شريف

كانت آخر مرة حقق فيها توتنهام هوتسبر لقبًا أوروبيًا تزامنت مع نهاية فترة المدرب كيث بوركينشو. ومع استعداد النادي للسفر إلى بلباو لمواجهة مانشستر يونايتد في نهائي الدوري الأوروبي يوم الأربعاء، يبدو أن التاريخ قد يعيد نفسه. يُعتبر بوركينشو واحدًا من أعظم مدربي النادي، حيث قاد الفريق اللندني للفوز بلقبين متتاليين في كأس الاتحاد الإنجليزي، بالإضافة إلى كأس الاتحاد الأوروبي عام 1984 بعد نهائي مثير تم حسمه بركلات الترجيح في ملعب وايت هارت لين.

بعد تلك الليلة التاريخية، رغم النجاحات، انفصل بوركينشو عن توتنهام إثر خلافات مع الإدارة. وكما روى أسطورة النادي، فإن كلماته الأخيرة عند مغادرته كانت: "كان هناك نادٍ لكرة القدم".

اليوم، وبعد مرور واحد وأربعين عامًا، يعود توتنهام مرة أخرى ليتواجد في موقف حساس، حيث يقود المدرب أنجي بوستيكوغلو الفريق في مباراة قد تكون فاصلة لمستقبله - الفوز أو الخسارة ضد يونايتد على الأراضي الإسبانية.

عانى توتنهام من أسوأ مواسمه في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث تكبد 21 هزيمة، وهو نفس العدد الذي سجله بوركينشو في موسم 1976-1977 عندما هبط الفريق إلى الدرجة الثانية. ومع ذلك، نجح بوركينشو في إعادة تشكيل الفريق والعودة سريعًا بعد عام واحد، حيث قام بتعزيز صفوف النادي بضم الأرجنتينيين الفائزين بكأس العالم، أوزفالدو أرديليس وريكي فيلا.

على الرغم من أن توتنهام، الذي احتل المركز السابع عشر، تمكن من تفادي الهبوط، إلا أن سلوك بوستيكوغلو كان يعكس شعورًا واضحًا بأن أيامه كمدرب قد تكون معدودة، في ظل تزايد الخسائر.

يؤكد ميكي هازارد، نجم توتنهام السابق، وأحد أعضاء فريق نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي 1981-1982، أن رحيل بوركينشو كان له تأثير سلبي على فرص النادي في الفوز بمزيد من الألقاب. ويرى هازارد أن رئيس توتنهام، دانيال ليفي، يجب أن يلتزم مع بوستيكوغلو إذا استطاع الأخير تحقيق لقب الدوري الأوروبي وإنهاء صيام النادي عن الألقاب الذي دام 17 عامًا.

يستشهد هازارد بتجربة أليكس فيرغسون، الذي احتاج لسنوات عدة للتتويج بالألقاب مع مانشستر يونايتد، مما يؤكد أن النجاح لا يأتي بين عشية وضحاها، وأن الأسس القوية تتطلب الوقت.

وفي الوقت الذي يتساءل البعض عن مستقبل بوستيكوغلو إذا لم يحقق الفوز، يرى هازارد أن الفوز بالألقاب هو أبرز ما في كرة القدم، ويؤكد دائمًا أن من يحقق الكأس يستحق فرصة جديدة.

ويؤكد هازارد أن توتنهام يجب أن يلعب بلا خوف في مواجهة يونايتد، رغم غياب مجموعة من اللاعبين الأساسيين بسبب الإصابات. ويشير إلى أن الإصابات جزء لا يتجزأ من اللعبة، موضحًا أن فريقه في عام 1984 واجه غيابات مؤثرة ولكنه تمكن من الفوز. يرى هازارد أن هذه المباراة تمثل فرصة للاعبين لتأكيد أنفسهم في نهائي أوروبي، حيث يتطلب الفوز الجرأة والقدرة على التحمل، مؤكدًا أن النجاح لا يأتي بسهولة بل يجب أن يُستحق.