الكاتبة : إيمان سالم

نشب خلاف علني بين الملياردير الأمريكي إيلون ماسك والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مما سلط الضوء بشكل كبير على الدعم الحكومي الذي حصلت عليه شركات ماسك على مر السنين. بدأ الخلاف بعد انتقاد ماسك العلني لحزمة الضرائب الجمهورية التي أقرها الكونجرس، لاعتبارها تفاقم العجز المتوقع أن يصل إلى 2.4 تريليون دولار خلال عقد من الزمن. وأظهر الانتقاد تناقضًا مع محاولات ماسك السابقة عبر شركته الداعمة لمبادرات التقشف الحكومي.

تبادل الرجلان الانتقادات عبر الشبكات الاجتماعية، حيث اتهم ترامب ماسك بأنه مستفيد كبير من الدعم الحكومي، واقترح قطع التمويلات والعقود الخاصة بشركاته كوسيلة لتوفير مليارات الدولارات في الموازنة. من جانبه، استغل ماسك منصته للرد، ليعمّق الخلاف ويحوّله إلى ساحة إعلامية وشعبية.

تعد شركتا تسلا وسبيس إكس من أبرز المستفيدين من التمويل الحكومي. فمجموعة الإعانات التي تلقتها تسلا تشمل الاعتمادات الضريبية المتعلقة بالمركبات الكهربائية، بالإضافة إلى الدعم المرتبط بالبنية التحتية للطاقة النظيفة. أما سبيس إكس، فقد تحولت إلى شريك أساسي لوكالات حكومية مثل ناسا والقوات الفضائية الأمريكية بفضل تطوير حلول النقل الفضائي واستكشاف الفضاء.

وفقاً لتحليل نشرته صحيفة واشنطن بوست، حصلت شركات ماسك على تمويل حكومي يقدر بـ 38 مليار دولار على مدى أكثر من عقدين، منها ما يقرب من ثلثي المبلغ خلال السنوات الخمس الأخيرة. وبرز عام 2024 كأعلى سنة تخصيص تمويل لشركات ماسك، حيث قدمت الحكومات الفيدرالية والمحلية ما لا يقل عن 6.3 مليار دولار.

أظهرت بيانات أخرى أن شركات ماسك قد حصلت على تمويل كبير وغير معلن يشمل عقودًا سرية لصالح الدفاع والاستخبارات. على سبيل المثال، ذكرت رويترز أن سبيس إكس حصلت على عقد مع وزارة الدفاع لتطوير أقمار صناعية للتجسس، كما أفادت تقارير صحفية بأن قيمة صفقة أقمار صناعية استخباراتية تخطت 1.8 مليار دولار.

المعطيات تكشف أن سبيس إكس قد مُنحت عقودًا حكومية بقيمة تزيد عن 20 مليار دولار منذ عام 2008، وإذا استكملت هذه المشاريع المخطط لها، يُتوقع أن ترتفع قيمتها إلى أكثر من 89 مليار دولار. مثل هذه الأرقام تجعل الخلاف بين ترامب وماسك حاسمًا ليس فقط لمستقبل الشركات المدعومة حكوميًا، بل أيضًا للسياسات المالية والإدارية المتعلقة بموازنة الدين العام.

أما الأسئلة المنتشرة حول الخلاف بين الرجلين، فتركز حول القضايا التالية:

1. **سبب الخلاف الأخير بشأن مصلحة الضرائب**: يعود إلى اختلاف رؤية الطرفين حول إصلاحات الضرائب وتأثيرها على العجز المالي الحكومي.
   
2. **عواقب عرقلة الدعم الحكومي لشركات ماسك**: قد يؤدي ذلك إلى تحديات كبيرة أمام توسع عمليات سبيس إكس وتسلا، مما يعوق مشاريع متعلقة بالفضاء والطاقة النظيفة وقد يهدد آلاف الوظائف المرتبطة بها.

3. **اتهامات ماسك لترامب بملفات إبستين**: تبقى مزاعم تحتاج إلى تحقيقات رسمية ومدعومة بأدلة قوية.

4. **السياسات التي أسهمت في الخلاف**: تشمل النقاشات حول حزم التمويل الكبرى والتوجهات الحزبية المتعلقة بالدين العام وتقليص الإنفاق.

5. **إنفاق إيلون ماسك لدعم ترامب والجمهوريين**: لم يتم توثيق أرقام دقيقة عن مساهمته المباشرة في حملات ترامب أو الجمهوريين، لكن علاقاته بالسياسات الاقتصادية للحزب تفتح مساحة للتأويل السياسي.