أعلن وزير الداخلية التركي علي يرليكايا يوم الثلاثاء عن اعتقال 282 شخصًا يشتبه في ارتباطهم بحزب العمال الكردستاني، من بينهم صحفيون، سياسيون، وأكاديميون. تأتي هذه الاعتقالات في سياق حملة مستمرة ضد الأكراد، حيث تواصل تركيا إقالة رؤساء البلديات المنتخبين الذين يدعمون القضية الكردية، وذلك على خلفية مزاعم عن صلاتهم بالمتشددين، في وقت تتصاعد الآمال لإنهاء الصراع المستمر منذ 40 عامًا بين الحزب والسلطات.
ومن المتوقع أن يصدر عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون، بيانًا حول هذه التطورات بعد أن دعا أحد حلفاء الرئيس رجب طيب أردوغان المسلحين إلى إلقاء أسلحتهم قبل أربعة أشهر. وقد أدان اتحاد الصحفيين التركي اعتقال ثلاثة صحفيين، معربًا عن رفضه لطريقة الاعتقال التي تمت عبر مداهمات منازلهم بدلاً من استدعائهم بشكل رسمي إلى مراكز الشرطة.
شملت الاعتقالات أعضاء من حزب الشعوب الديمقراطي، بالإضافة إلى أحزاب يسارية أصغر وأكاديميين وناشط بارز في حقوق المثليين. قامت الشرطة بتنفيذ عمليات مداهمة لمكافحة الإرهاب في 51 مقاطعة، بما في ذلك العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول. وأكد يرليكايا أن المشتبه بهم متهمون بالترويج لحزب العمال الكردستاني، وتمويل نشاطاته، وتجنيد أعضاء، والانخراط في الاحتجاجات.
كما ضبطت الشرطة عددًا من الأسلحة، من بينها بندقيتان. في سياق متصل، تم إقالة رئيس بلدية آخر من حزب الشعوب الديمقراطي في مقاطعة فان الشرقية يوم السبت بسبب إدانات تتعلق بالإرهاب، مما يرفع عدد رؤساء البلديات المفصولين إلى ثمانية منذ انتخابات 2024. يشار إلى أن حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره تركيا وحلفاؤها الغربيون منظمة إرهابية، يشن تمردًا ضد الدولة منذ عام 1984، مما أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص.