الكاتبة : آية عادل
في بيان مشترك قوي اللهجة، أعرب وزراء خارجية كل من أستراليا وألمانيا وإيطاليا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة عن إدانتهم الشديدة لخطة الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى شن عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، واعتبروها انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي.
تصعيد خطير وقلق دولي متزايد
جاء البيان بعد يوم واحد فقط من موافقة مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على خطة احتلال مدينة غزة بالكامل، ضمن عملية عسكرية تهدف إلى تهجير سكانها شمالًا نحو الجنوب، تمهيدًا لتوغلات برية واسعة النطاق في التجمعات السكنية.
وأكد الوزراء في بيانهم أن "الخطط التي أعلنتها حكومة إسرائيل تنذر بانتهاك القانون الإنساني الدولي"، وشددوا على أن تحركات كهذه تقوّض بشكل خطير فرص تحقيق حل الدولتين.
مطالبات دولية لتعديل السياسات الإسرائيلية
دعت الدول الخمس إسرائيل إلى إيجاد حلول عاجلة لتعديل نظام تسجيل المنظمات الإنسانية الدولية الجديد، الذي يعقّد من مهمة إيصال المساعدات للمناطق المنكوبة داخل غزة.
وأشار البيان إلى أهمية التزام إسرائيل بضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وغير مشروط، وإلى ضرورة احترام حقوق المدنيين وعدم استخدامهم كوسيلة ضغط سياسي أو عسكري.
كارثة إنسانية وشيكة وفق تقديرات الأمم المتحدة
وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فإن 87% من مساحة قطاع غزة أصبحت إما تحت الاحتلال أو مهددة بالإخلاء، مما ينذر بكارثة إنسانية واسعة النطاق إذا ما تم تنفيذ الخطة العسكرية الجديدة.
ويتوقع أن تبدأ العملية العسكرية بتهجير قسري لما يقرب من مليون فلسطيني من شمال القطاع نحو الجنوب، وهو ما وصفه مراقبون بأنه "تطهير سكاني صريح".
انتقادات داخل إسرائيل وتخوف دولي
لم تقتصر الانتقادات على الخارج، بل بدأت معارضة متصاعدة داخل الأوساط الإسرائيلية ضد خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لا سيما بعد تحذيرات كبار قادة الجيش من أن الخطة قد تعرض الجنود لمخاطر كبيرة دون تحقيق مكاسب استراتيجية واضحة.
دعوات لوقف التصعيد والعودة للمفاوضات
أنهى وزراء خارجية الدول الخمس بيانهم بالتأكيد على تمسكهم بحل الدولتين كخيار وحيد واقعي لتحقيق السلام، داعين جميع الأطراف إلى ضبط النفس ووقف التصعيد العسكري والعودة إلى طاولة المفاوضات.