أظهرت الإحصائيات الرسمية أن الكوريين الجنوبيين أدلوا بأصواتهم المبكرة بأعداد غير مسبوقة يوم الخميس، وذلك قبيل الانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة الأسبوع المقبل. وقد حث المرشحان الرئيسيان الناخبين على التصويت لصالحهما، وذلك في ظل أزمة تعيشها البلاد. تأتي هذه الانتخابات في الثالث من يونيو/حزيران بعد أشهر من الاضطرابات السياسية والفراغ في السلطة الناتج عن إقالة الرئيس السابق يون سوك يول، الذي تمت إزاحته بسبب محاولته الفاشلة فرض الأحكام العرفية.

قام لي جاي ميونغ، مرشح الحزب الديمقراطي الليبرالي والمتصدر في استطلاعات الرأي قبل بدء حظرها، بالإدلاء بصوته في العاصمة سيول. وأكد لي، بعد التصويت وسط الناخبين الشباب في حي جامعي، أهمية التصويت قائلًا: "لنتجاوز الأزمة الراهنة ولنبدأ مجددًا ككوريا تعيش التعافي والنمو، فلنتوجه إلى صناديق الاقتراع".

جاءت تصريحات لي بعد قرار بنك كوريا خفض أسعار الفائدة وتوقعاته لنمو الاقتصاد في عام 2025 إلى 0.8% بدلاً من 1.5% سابقًا.

وفي يوم الأربعاء، أبدى لي التزامه بإنشاء وزارة جديدة مختصة بالمناخ والطاقة "لتلبية أزمة المناخ"، بالإضافة إلى توسيع وإعادة تنظيم وزارة المساواة بين الجنسين والأسرة لتعزيز الحقوق ومكافحة أي تمييز عكسي.

ووفقًا لبيانات اللجنة الوطنية للانتخابات، فقد بلغ عدد الناخبين المؤهلين الذين أدلوا بأصواتهم حتى الساعة السادسة مساءً (09:00 بتوقيت غرينتش) حوالي 8.7 مليون شخص، أي ما يعادل 19.6% من إجمالي الناخبين المؤهلين، مما يمثل أعلى نسبة إقبال في فترة مشابهة من انتخابات رئاسية، مقارنة بنسبة 17.6% في انتخابات عام 2022.

يبلغ إجمالي عدد الناخبين في كوريا الجنوبية 44.39 مليون ناخب، مع السماح بالتصويت المبكر يومي الخميس والجمعة.

وأظهر آخر استطلاع رأي نشرته مؤسسة غالوب كوريا قبل فترة حظر التصويت، حصول لي على 49% من الدعم الشعبي، يليه كيم مون سو من حزب قوة الشعب بنسبة 35%، ثم لي جون سوك من حزب الإصلاح الجديد بنسبة %11.

بدوره، أدلى كيم ولي جون سوك أيضًا بأصواتهما يوم الخميس. وصرح كيم بعد التصويت في دائرة لي، المرشح الأوفر حظًا عن الحزب الديمقراطي، قائلاً: "بدون تصويت، لا يوجد أمل للبلاد". كما حذر قائلًا: "إذا صوتتم لـ (لي)، فلن تكون هناك حرية للبلاد"، مشددًا على أن خصمه الرئيسي سيستفيد من الأغلبية البرلمانية لحزبه. وعلى الرغم من أن كيم نجح في تقليص الفجوة مع لي جاي ميونغ بأكثر من 20 نقطة مئوية في بداية الحملة في 12 مايو/أيار، إلا أنه لم يتمكن من إقناع لي جون سوك بالانسحاب لصالحه لتحسين فرصته في المنافسة.